;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

كسر إرادة الشرعية 1096

2020-06-22 07:54:02

من السهل ان يسخط المعارضون بالسلطة , ومن السهل أن يرمي فشله على شماعة أوهامه , لكن من الصعب أن يقف الجميع موقفا عقلانيا , لنقد واقع هذا الفشل , ودراسة علمية ومنطقية للنكسات للوصول لحقائق , تحد من استمرار الفشل , يجد البعض صعوبة بالغة بنقد الذات , والاعتراف بالأخطاء .
 
من الظلم اليوم أن نرمي هذا الانهيار والسقوط على الشرعية لوحدها , بينما تتعرض الشرعية لانقلابات متتالية لغرض كسر إرادتها , وتدمير مشروعها , لفرض مشاريع أخرى , ساهم في تلك الانقلابات تحالف عربي أو بالأصح إقليمي , وأكثر تصحيحا سعودي إماراتي , لأن الصورة ليست على حقيقتها.. يتقزم بحجم أجندته وأهدافه , وأعماله الرخيصة , والقوى الرجعية التي تديره لضرب ثورات الربيع العربي , دفاعا على الأنظمة الرجعية والمستبدة , و الرأسمالية العفنة , وتمكينها من السلطة , في صراع محتدم لإعادة صياغة الشرعية بما يتوافق وتلك الأجندات , والمقاومة التي يوجهها هذا التحالف من بعض قوى الشرعية نفسها.
 
لغرض تمرير الأجندات , بدأ العمل على التناقضات التي خلفها النظام البائد , والذي كان وكيلا لتلك القوى الرجعية , ينفذ أجنداتها في تقييد نهضة وتطور اليمن , حتى لا يكون منافس صلب في المنطقة , تقييد إمكانات وتجميد ثروات ومقدرات اليمن , وتعرضها للنهب والتبديد لصالح القوى الرجعية , ويبقى البلد متسولا .
 
كان العنف هو الوسيلة لضرب التوافق والحوار الوطني ومخرجات ذلك الحوار التي خطت طريق الحلم , لتجاوز كل التراكمات والصراعات السلبية , ومعالجة كل الجروح والاثار النفسية , طريق نحو استقلال وتحرير البلاد من التبعية والارتهان , لمستقبل فيه إرادة الشعب هو مصدر للسلطات , طريق مزعج للقوى الرجعية الرأسمالية الاحتكارية العفنة وأدواتها في البلد.
 
أعيد الروح للعنف بأدوات العنف المتاحة , مزقوا نصوص مخرجات الحوار ومسودة الدستور المدني , وبدعم تلك القوى عسكروا المجتمع بكل فئاته , عسكروا الشمال لاجتياح الجنوب وكل مناطق الفكر المدني , وتحت مبرر مواجهة هذا الاجتياح عسكروا الجنوب , ومكنوا العنف ليدير المشهد , و(ريموت كونترول) من غرفة عملياتهم .
 
ما يحدث اليوم من صراع في الجنوب لا علاقة له بالقضية الجنوبية , ولا بالحرية ولا بالاستقلال , هو عمل العنف لفرض واقع يخدم أجندات تلك الرجعية ,تدمير مشروعية الدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة والتعدد السياسي والفكري والثقافي والعرقي , والديمقراطية , الذي سيحرر الجنوب والشمال يتعايشوا بسلام في دولة اتحادية , مشروع يهدد القوى الرجعية في المنطقة , والأنظمة الأسرية , يهدد أجندات التدخل الدولي في شئون المنطقة , بل يهدد مصالح القوى الرأسمالية الاحتكارية في المنطقة ,ليمنع مشروع طريق الحرير , واستفادة اليمن بحكم موقعها الاستراتيجي , وهي اليوم تدفع بأذنابها الرخاص للعبث بمصير اليمن يخضع ويستسلم لتلك الاجندات .
 
تمكنوا من صنع هذا الواقع , الذي فيه تتأكل كل المشاريع العادلة , من القضية الجنوبية إلى المشاريع الوطنية الحقة العادلة في الشمال والجنوب , القضية التهامية وقضية صعدة , اوجدوا مبررات الصراع والعنف بينهما على شكل الإعدام المتبادل , إعدام وتصفية كل القوى الوطنية الحقة , ينتحر المقاتلون على جبهات قتال لا تعرف من المستفيد منها , وكلا يعيش وهم الانتصار على رفاق مسيرة النضال , اعدام عام بدأ ينفذ من اول يوم لتحرير عدن , وتصفية كل من يرفض تنفيذ الاجندات , وكل من يهدد مصالح تلك القوى .
 
ما أمسنا اليوم لصحوة وطنية , تعيد اللحمة الوطنية , والرجوع لجادة الصواب , ليعي المغرر بهم حجم المؤامرة , حجم تدمير بلدهم , وتأكل قضاياهم العادلة ومشاريعهم الوطنية , لمصلحة من يتقاتل اليمنيون في الجبهات , الشماليون في الشمال والجنوبيون في الجنوب , هل لمصلحة سيد يدعي أنه مصطفى وحول الإسلام من دعوة لعبادة الله إلى دعوة للنهب والسلب والعبودية , وحول المناضل في الجنوب من مناضل أممي إنساني , لمشبع كراهية ويمارس العنصرية بأجلى صورها القذرة , وحول اليمن لساحة تناحر , ينحر الأخ أخيه , وتدمر البلد بنفير القادة وتغريداتهم لتأجيج الفتن والنزعات السلبية و فتاوى القتل والنحر , من عواصم الرجعية العربية , ونحن الضحية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد