هناك عرب، وأكرر عرب، وأشقاء أيضا، سامحهم الله، أكثر ما يهمهم هو أن تسفر هذه الحرب عن تقسيم اليمن، حتى لو استمرت الحرب ثلاثين عاما.
تتذكرون أحد مثقفيهم المقربين البارزين وهو يغرد على صفحته بعد انقلاب عدن الأخير: اليمن لن يبقى واحدا بعد الآن، ويؤكد بأن الرمز (....) إذا قال فعل... متحدث باسمهم أو مقرب منهم تكلم أمس من باريس، إلى إحدى القنوات، وهو من إحدى دول بلاد الشام، وهو لا يعبر عن أهل الشام الكرام، وإنما عن من يدفع، قال وهو يعلق على معركة الجوف : اليمن لن يبقى واحدا... ويضيف بخفه واستبشار؛ اليمنيون بينهم ما صنع الحداد... ونعلم أن أمثال أولئك المحللين يعكسون ما يدور في صالونات السياسة، للأسف، أو ما يوحي به الممولون.
وكثير من الساسة لا يخفون نواياهم أو يوارون مواقفهم العدائية تجاه اليمن، فهي اليوم في وضع من لا يستطيع الرد، أو يدفع الضرر في تقديرهم.. وعبر مسؤول خليجي كبير، مؤخرا، بقوله : لقد أعدنا الحق لأهله، ويقصد أنهم سلموا عدن للانفصاليين.
كلما يحدث من تطورات تؤكد أن للحرب في اليمن أجندات أخرى غير تحريرها من الحوثيين.. ويبدو أن في الخارج من هو حريص على تقسيم اليمن وتقزيمها أكثر من الانفصاليين أنفسهم الذين يهدفون إلى الاستحواذ والتسلط ولو على رقعة صغيرة من اليمن، مثلهم مثل الحوثيين..
ويلاحظ أيضا بأن قرارات مجلس الأمن التي تتبناها دول عظمى، تؤكد على الدوام على وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، وبالمقابل، لم يعد الخطاب العربي يؤكد على ذلك، خلافا لما كان الحال عليه في بداية الحرب.. وفي الحقيقة فإن ذلك لا يعبر عن سياسة مجمل الدول العربية وموقفها تجاه اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، وإنما يرجع إلى الرغبة في تحاشي الصدام والخلاف مع رغبة ومواقف من يحرص على تقسيم اليمن، من أصحاب الفوائض والإمكانات المالية..
هناك من يسألني أحيانا ماذا تستفيد الدولة العربية الفلانية من تقسيم اليمن..؟.
والإجابة دائما: لا أعرف...
وهناك أسئلة أخرى محيرة، لها الدموع جواب، كما يقول الجواهري..
وفي كل الأحوال، فإن قدرنا وواجبنا وشرفنا الوطني يحتم علينا أن نذود عن كرامة أهلنا ووحدة أرضنا، ولو وقفت الدنيا كلها ضدنا، وكيفما كانت ظروفنا وأحوالنا.. وفي النهاية لن يصح غير الصحيح..