ليس غريباً على جماعة إرهابية، فارسية، خمينية، شيعية، رافضية، أن تقوم باستهداف أفراد الجيش الوطني وهم يؤدون صلاة المغرب في المسجد التابع للمعسكر، فهذه المليشيات لا تؤمن بحرمة البيت الحرام، فكيف لها أن تتورع عن استهداف المساجد، أو تفكر في الامتناع عن تفجيرها بالعبوات الناسفة.. فما قامت به المليشيات الحوثية من استهداف مباشر للجنود وهم يصلون في بيت الله، هو عملية إرهابية من العيار الثقيل، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمر مرور الكــرام وبدون حساب أو عقاب، ولا بد لهذه المليشيات الإجرامية أن ترى الرد القاسي والموجع في ميدان القتال وفي صفوف عناصرها الأوباش في كل الجبهات وبكل قوة.
ملة الإرهاب واحدة في أي مكان وأي زمان، إلا أن الحوثيين تفوقوا على جميع الجماعات الإرهابية بحكــــم ارتباطهم المباشر بالنظام الإيراني- هو الراعي الأول للإرهاب في العالم أجمع- وعندما أظهر الحوثيون القدرة الهائلة في الاستجابة السريعة في تدمير الحياة والعبث بمستقبل اليمن بأكمله، كان حتماً على الشيطان الفارسي "خامنئي" أن يتخذ منهم وكــــيلاً حصريــــاً للإرهاب المنظــم بنسختــــه المحدّثة.
التحدي الذي يفرضه علينا هذا الاستهداف للجيش الوطني هو أن يعرف "الكــــــل" أنه لا سلام إطلاقاً مع الحوثيين إلا باستئصالهم نهائياً وقلع جذورهم الفكرية من نسيج المجتمع، وأن يعي القريب والبعيد أن هذه المليشيات لا تفهم إلا لغة الموت والدمار والخراب، ولا تستطيع أن تعيش لحظة واحدة في ظروف السلام، فكيف لنا أن نظن بأنها قد تؤمن بالحوار والمفاوضات ونحن نعرف تاريخها في نقض المواثيق والهُدن منذ الحروب السابقة.
الحل الوحيد هو أن نكون على قلب رجل واحد، وأن نكون يداً واحدة على الزناد، وأن نكون صفاً واحداً في التصدي لهذه الشرذمة الفارسية، وأن نكون تحت هدف واحد يتمثل في ظاهره وباطنه من أجل تخليص الوطن من فلول الإمامة والرجعية، وأن نترك كل الخلافات والمسائل الشخصية الجانبية، وأن نبذل قصارى الجهد في تحقيق النصر، ويتوجب علينا أن نتعاون ونتكاتف ونتآزر، فإن عدونا السلالي لا يفرق بيننا، فهو يلعب على التناقضات ليقضي على الجميع.