التيار السياسي والعسكري الموجود داخل جماعة الحوثي، والذي يتزعمه مهدي المشاط، وأبو علي الحاكم، ومحمد عبدالسلام ويضم كل من ليس له انتماء للهاشمية هو من يقف خلف التفاهمات الحوثية السعودية الأخيرة، والتي تعد من وجهة نظريهما (السعودية، والتيار السياسي والعسكري الحوثي) بمثابة التتويج لنجاح التنسيق السري بينهما، والذي بدأ مع البدايات الأولى للحرب حيث اتفق بموجبه الطرفان على التنسيق والعمل على استئصال القوة العسكرية العقائدية المرتبطة بزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بمقابل إشراك ذلك التيار في إدارة شؤون اليمن في مرحلة ما بعد الحرب، وضمان توليتهم لمناصب سياسية وعسكرية مهمة.
وقد تمكن هذا التيار باستئصاله للقوة العقائدية التي ظل يستند عليها عبدالملك الحوثي من تمهيد طريق القضاء على عبدالملك الحوثي، وعلى كافة الأسر والمرجعيات الدينية، والقيادات الهاشمية، والتي تم سحبها من صعدة، ومن مختلف المحافظات، وتوطينها بصنعاء بعدما تم ربطها ببيوت وممتلكات تملكوها بالأموال التي نهبوها.
وعليه فإن تيار المشاط ووفقا للتفاهمات السرية الأخيرة مع الجانب السعودي - حسب معلومات مؤكدة - يعد العدة للقيام بأكبر عملية إبادة للهاشمية سيحرك لها الشارع للقيام بمظاهرات كبيرة على غرار مظاهرات العراق وإيران وستتصدرها قيادات حوثية غير هاشمية، وستتولى السعودية تمويلها، وسترفع تلك المسيرات شعارات مناوئة للهاشمية في بادئ الأمر ثم تتطور بعدها إلى الاعتداء بأعمال التخريب والحرق على منازل وممتلكات الهاشميين، وهو ما سيجعل الهاشميين يواجهون تلك المسيرات بالقتل الأمر الذي سيحرك التيار الحوثي المناوئ للهاشمية للقيام بأعمال تصفيات وإبادة واسعة بصنعاء، وتنتقل بعدها لمختلف المحافظات التي تسيطر عليها المليشيا.
هذا السيناريو هو ما سيتم خلال الأيام القادمة وما يؤكده هو إفراج السعودية على ٢٠٠ أسير حوثي ليس فيهم سوى ٩ هاشميين فقط، فترقبوا إما نجاح هذا السيناريو أو القيام بحركة استباقية للقضاء على المشاط وزمرته وهي الحركة التي أن اقدمت عليها القيادة العقائدية للمليشيا ستدخلها في حرب بينية طاحنة لا تبقي ولا تذر..