;
احمد ناصر حميدان
احمد ناصر حميدان

واقع العنف وأضراره 822

2019-11-16 04:06:06

العنف لا يحصد خيراً، ولهذا نتصدى لدعوات العنف والحروب العبثية، موقف مبني عن وعي نابع من تجربة 50 عاماً ومخاض عسير من العنف والعنف المضاد، رغم مالات هذا الموقف في مجتمع متعصب، من تصنيف وتعنيف، واستعباط بعقولنا من قبل قليلي التجربة والوعي، عندما يريد عقل مغتصب إقناعك أنها مجرد عملية جراحية لاستئصال ورم خبيث، وهو لا يعي الفرق بين عملية جراحية يقوم بها جراح مختص، وبين عملية ذبح وسلخ يقوم بها جزار وقاتل .

تمت العملية أو بالأصح المجزرة التي ذهب ضحيتها خيرة شبابنا، عماد المستقبل، ليبقى تجار الحروب يعتاشون على دماء الأبرياء، ويتنافسون في بناء القصور وعدد طوابقها، وشراء العقارات في الداخل والخارج، وأسر الشهداء فقراء، وجرحى الحرب يتوسلون حق العلاج، وجراحهم تتعفن، وأجسادهم تموت بالتدريج من عذاب والم الجراح، والمفارقة انهم في الخارج يستأجرون مساكن يملكها قاداتهم والمسئولين عن علاجهم .

وماذا أنتجت لنا الحرب، في صنعاء عن الجرعة، وجرعت الشعب وابل من الجرعات، وفي عدن لطرد الفاسدين والإرهابيين، واذا بالفساد يزداد نهما في بسط الأراضي والسطو والقتل والتقطع، وتدمير التاريخ والإرث ومصادر التنوير.

shape3

يتفقان على طرد الدولة بشخصيتها الاعتبارية ومؤسساتها، دولة تحتاج لتكاثف الجهود لإصلاحها، وان صلحت النوايا ستصلح، والشعب هو الأقدر لفرض إرادته في تقويم أي اعوجاج سلميا، فأبا العنف الا أن يفرض واقعه.

واقع العنف اليوم في عدن مسيطر على كل مفاصلها، شره تفوق على خيره، عناوين أخباره كوارث من العنف، قتل ونهب وسطو وتقطع ومداهمات وبالإكراه, والناس تتلقى الأخبار وتصاب بالإحباط، وهي تسال من انتصر على من ؟!

المدينة تكتظ بالمظاهر العسكرية، نقاط ومعسكرات، وتحالف يسيطر ويتموضع، وشرعية في انتظار التامين لها, والكل عاجز عن ضبط الامن عدن، اغتيالات من نوع غريب وعجيب، عندما يستهدف طفل، وفي الشارع العام وعلى مسافة قريبة من ادارة الامن، يترجل القاتل من على دراجته النارية ويقتل دون استعجال وبعد التأكد من جريمته يقدم التحية للمتواجدين ويرحل دون أي منغصات أمنية، وتتكرر العملية ونسمع صراخ في احدى عمائر الشارع الرئيسي بالمعلى، قتل شاب بساطور مجرم يا للهول، في عدن أنت في خطر اذا كانت سيارتك مغرية، كما حدث في شارع القصر بالمنصورة فانت مستهدف, هذه امثله ليوم واحد، ورصد الجرائم يحتاج لصفحات من السرد.

أما البسط على الأراضي والمتنفسات حدد ولا حرج ، وبدعم رجال الأمن بأطقم عسكرية، ومبررات سخيفة، المهم أن تغري الارض متنفذ عسكري أو قبلي، وهم للسطو عليها، ويزج صاحبها في السجن، اليوم المستغيثون لا حصر لهم، حتى نساء يدافعنا عن حقوق ورثه وثكالى وايتام، حتى صارت عدن قرية بمخطط عشوائي قبح وجه المدينة، وصمت مريب ومعيب من المعنيين بأمن عدن، وكل هذا بسيط امام ما يحدث لتدمير ارث وتاريخ وثقافة أمة .

التدمير للشواهد التاريخية وارث عدن، وعدن تزخر بتراث إنساني وثقافي، وشواهده، يتعرض اليوم للتهديد، والطمس والتشويه، والناس تصرخ وتعيب كل تلك الممارسات، والجهات المسئولة تغييب ثم تصحوا لتقدم معالجات ترضي الغاضبين، ولا تعاقب الباسطين والعابثين، وتتسرب الوثائق والاستدلالات تورط نافذين من بين أوساط القائمين، للتهدئة من روعة المواطنين، يتم تأجيل البسط لحين متاح.

صدمنا في عدن بجريمة إحراق مكتبة مركز البحوث التربوية، إحراق ثروة علمية وبحثية لنصف قرن من جهود الباحثين والتربويين، سيسجلها التاريخ في صفحاته السوداء، والعبث بالمكتبة الوطنية ونهب محتويات المختبرات الجامعية لكلية التربية مثلا، وكثيرا هي جرائم العنف والحروب التي تستهدف مصدر التنوير، هذا هو العنف وعندما ينتج سلطة امر واقع اضعف من أن تسيطر على الوضع ما بعد الحرب، وتنهب كل شيء أمامها حتى حياة الناس ورواتبهم ومعيشتهم.

كل ما يحدث بعد الحرب من ارتفاع الاسعار والمعيشة وتفشي الأوبئة، هي نتائج لقوى العنف التي تفرض إتاوات، وتهيمن على الإيرادات، وتنعكس سياساتها الفاسدة واللصوصية على حياة المواطن، سعر الخضار والفواكه واللحوم والأسماك في العلالي في ظاهرة لم تشهدها عدن من قبل، والمؤسف أن تجد من المواطنين المغتصبة عقولهم، ايدلوجيا أو عرقيا يسكنهم وهم ويبررون لكل تلك الأعمال والله المستعان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد