بعد مقتل اللواء الشدادي في أكتوبر/ تشرين أول 2016م في صرواح غرب مدينة مأرب وأثناء قيادته معركة تحرير المدينة، اكتفت المواقع المقربة من الجيش والشرعية بالحديث: بأن الحوثيين وراء العملية، وكان إعلام التحالف سابق في النشر والترويج لهذه الرواية، واعترف الحوثي بالحادثة بذات الطريقة التي حصلت قبل أشهر حول تبنيه قصف منابع النفط في السعودية. 

غموض كبير اكتنف القضية حينها، وبين فترة وأخرى تخرج تسريبات بتفاصيل تجعل رواية استهداف الحوثيين للشدادي منقوضة من أساسها؛ إذا اعتمدنا الرواية التي تؤكد أن تحرير المدينة كان خارج الترتيبات مع التحالف وأن خلافًا حادًا سبق تلك الحادثة بأسابيع في اجتماع مع قيادة التحالف بمأرب.

 أمس الثلاثاء تعرض مبنى وزارة الدفاع بمعسكر صحن الجن لانفجار كبير أثناء تواجد وزير الدفاع وعدد من قيادات الوحدات العسكرية داخل المبنى، وخرجت المواقع الإخبارية مباشرة تتحدث: أن الحوثيين وراء القصف الصاروخي، فيما الحوثيون أنفسهم حتى الآن لم يتبنوا الاستهداف رسميًا.

وفي ساعات متأخرة من الليل خرج ناطق الجيش، عبده مجلي للقول: بأن الانفجار ناتج عن صاروخ استهداف أحد المواقع العسكرية نتج عنه مقتل ضابط وجرح آخر.! لم يتحدث ناطق الجيش، عن باقي التفاصيل حول مصدر القصف واكتفى بالقول: "بأنها عملية إرهابية" ما ينقض رواية استهداف الحوثيين لمبنى الوزارة أيضًا.!

الغموض وعدم مكاشفة الناس بالحقائق واحدة من صفات الأنظمة الفاشلة، قد يكون هناك وضع معين للتكتم لوقت محدد ولكن إخفاء المعلومات والحقائق وفتح طرق للشائعات تفعل فعلها وتهز ثقة الناس مثل ما حصل لكثير من الضباط والقيادات العسكرية خلال فترة الخمس السنوات الماضية يعزز حجم الاستهتار؛ كون هذه القضايا مرتبطة بالمواطنين وهؤلاء مسؤولون عنهم وليست حوادث في جزر الهملايا.