يشكل التداخل بين المعركتين- معركة التحرّر من الفساد والاستبداد والاستعباد ومعركة التحرّر من السيطرة الإيرانية وارتهان الطبقة السياسية في لبنان وسورية والعراق لها، ومعها مصائر شعوب المشرق بمعركة نظام الولي الفقيه، لاستعادة مجد الامبرطورية الفارسية- عقدة كبيرة وقاسية، وتكاد تكون مستحيلة الحل، في طريق الانتفاضات الثلاث السورية واللبنانية والعراقية. وهو يهدّد بإدخال شعوب المنطقة في مواجهةٍ صعبةٍ وعنيدةٍ ومكلفةٍ ودامية، كما أظهرته الأحداث في سورية في السنوات الماضية، بمقدار ما يضع المسألة في إطارٍ وجودي، يجعل انتصار أي طرفٍ هزيمةً ساحقةً للطرف الآخر، ولا يلحظ إمكانية الوصول إلى أي تسوية ممكنة. وهي لا تترك لشعب الانتفاضة في هذه الدول الثلاث سوى مخرجين من المواجهة: إما هزيمة نظام الهيمنة الإيرانية أو الانكفاء والانسحاب من المواجهة، وهذا لن يعني قبول النظم العبودية كما هي فحسب، وإنما تعزيزها، وتكريس تحييد الشعوب وهزيمتها الساحقة أمام نخبها الفاسدة وتمديد أجل النظم القائمة من دون حدود.
برهان غليون
ثورة الحرية في مواجهة وحش الهيمنة الايرانية في لبنان والعراق 794