أحياناً تكون الوصاية وأدواتها أقذر وأحقر من الاستعمار وأدواته.. إنها الاشتغال على القهر وتفتيت الكيان الوطني واستلاب قواه الحية والفاعلة إرادتها في حيازة النصر.. إنها وأد حياة بطريقة ذكية تعتمد على الصمت في الإضرار بمصالح ومستقبل وطن... هكذا هو. حالنا في اليمن، تداعيات هرمة في زمن السقوط لكل أشكال قيم الانتماء الوطني.. لا يوجد في العالم دولة تقيم مراسيم رسمية لتسليم سيادتها وقرارها السياسي والعسكري والأمني لدولة اخرى، غير اليمن التعيس..؟ نحن في زمن العملاء وبياعي الأوطان جملةً وتجزئة وبثمن بخس.. نحن في زمن التنازلات التي لا تحصى.. السيادة. تنازل عن الدستور.. وتنازل عن القانون.. وتنازل عّن العدالة.. وتنازل عّن مؤسسات الدولة من ذات الدولة من رأس الهرم فيها، من المعنيين بالدستور والعمل المؤسسي من الممسكين برايات الوطن المكلوم.. الذين تنازلوا عن الجيش وأبطاله.. وتنازلوا عن الحرية والحياة السياسية.. وتنازلوا عن الأجواء.. وتنازلوا عن الموانئ.. وعن المطارات.. وعن صنعاء العاصمة.. واليوم يتنازلون عن عدن ومعها تنازلوا عما تبقى من حروف الدولة.. ومع كل ذلك تنازلوا عّن تاريخهم وشرفهم ووطنيتهم وهويتهم.. استبدلوا.. الدولة في صنعاء بالطائفية.. واليوم يستبدلون الدولة في عدن بالمناطقية.. يذبحون حلم هذا الشعب اليمني في عودة دولته واستقراره وأمنه.. ليست اتفاقية سلام.. إنها اتفاقية ( الاستسلام ) للوصاية.. وهزيمة الدولة والحلم اليمني الكبير،، سيحتفلون.. ويعلنون انتصارهم على تاريخهم ووطنيتهم وشرفهم.. يحتفلون على ذبح دولة اليمن، مؤسساته جيشه قادته الأبطال..؟ يشربون النبيذ الحلال.. في تشريع كل ماهو حرام في حق اليمن..؟ أيها المنهزمون.. كم أنتمً جبناء..؟ ماذا نكتب عنكم وماذا نقول..؟
سيف محمد الحاضري
اتفاق الاستسلام للوصاية 1327