حتمية الصراع وتصفية الحسابات بين مراكز القوى التقليدية والأحزاب منذ الأزل وللأسف لعقودٍ طويلة من الانقسامات الداخلية في اليمن بشقيها "القبلي و الطائفي" و الولاءات ضيقة الأفق،" كانت كفيلة بتعزيز الولاءات المحلية دون الوطنية ومنذ ذلك الوقت لم تضع الحرب أوزارها في محافظة إلا واشتعلت في محافظة أخرى في صراع يعني البقاء أو الموت لأحد المتصارعين وما بين هذا وذاك ظلت العقلية العسكرية المتخلفة هي صاحبة القرار في هذا البلد وظل المجتمع اليمني وحيدا تعصف به الصراعات حتى أصبح مفرغ من كل شيء..!
مراحل عصيبة وتراكمات تاريخية ثقيلة تلك التي مر ويمر بها اليمن ف "خمس سنوات أو تزيد" من الحرب الأخيرة كشفت الستار عن قصص لا يمكن للمرء أن يلاحظها بسهولة غير أنها أخطر بكثير لكل من عاشها أو أكتوى بنارها حتى أصبح اليمانيون غارقين حتى اخمص أقدامهم في مشاكل جمة, أهمها انعدام الأمن وتفشى الفساد وظهور الجماعات المسلحة وبروز النزعة المناطقية كل هذه المشكلات جعلت من وجود الدولة ضرورة ومطلب شعبي وأن وجودها وانتصارها وقيام دولة المؤسسات، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة الإنسانية وتطبيق القانون مع الايمان المسبق بأنه لم ولن تنعم اليمن بالسلام والأمن الحقيقي إلا في ظل عودة الدولة التي بعودتها ستعود معها الحياة التي خطفها الحرب..!
أما على صعيد الحياة العامة ، فيمكن القول انه ومع استمرار الحرب التي تحصد الكثير من الأبرياء على وجه الخصوص لم تزل مستعرة في أكثر من مدينة يمنية وليس هذا فحسب فقد تزايدت وتيرة العنف والانتهاكات ضد المدنيين وانهارت المؤسسات الخدمية وارتفعت الاسعار وتضررت العملية التعلمية بشكل بالغ وتفاقمت أزمة المياه والكهرباء والمحروقات ف أسقط جميع المتصارعين شعاراتهم وخصوصياتهم بعد أن انتهكت الكرامة الإنسانية ومعها فقدت الحياة المدنية وذهب الجميع وبقينا نحن نترنح على شظايا الجوع ونتقاسم خبز الموت..!