بالقدر الذي يستحق الاحترام والمؤازرة الشعبية، السياسيون الأعزاء الذين برزوا مؤخرا وهم يصدعون بالرأي الذي يعبر عن كرامة اليمنيين وتطلعاتهم وحقهم، فإنه يلزم أولئك القادة كما يلزمنا جميعا، إعطاء وحدة الأرض اليمنية أقصى التركيز والاهتمام بموقف وخطاب لا لبس فيه ولا تردد ولا تعلثم ولا تقلب. ونظرا للمخططات الإجرامية والتدابير والممارسات التي صارت واضحة في استهداف اليمن، سيادة وكرامة وكيانا واحدا، فإن اليمن تحتاج الآن ومستقبلا، القادة الواضحين الواثقين من حق اليمن واليمنيين في أن لا يُقسَّموا أو يُقزَّموا، ويجب أن تبقى مسألة الحفاظ على وحدة الأرض اليمنية، القضية المحورية الأساسية، المرتبطة بالشرف والكرامة اليمنية قبل كل شيء وأي شيء.
استهداف اليمن، من قوى الخراب في الداخل والطامعين في الخارج،لم يعد خافيا أو متواريا، وإزاء ذلك يجب تبني موقفا وخطابا وطنيا واضحا وقويا تجاه مخططات وممارسات التقسيم والتقزيم الذي يستهدف اليمن، الأرض والشعب.. إن ممارسات ومخططات التفتيت والتقسيم تتجاوز خطر إجرام الكهنوت المتخلف في صنعاء، ولعل تمكين الحوثي من صنعاء في 2014، كان الغاية منه الوصول إلى تفتيت وتقسيم اليمن. لقد ظل الخطاب الوطني تجاه الوحدة والسيادة مترددا وضعيفا ومتخاذلا ومرتبكا طيلة سنوات،حتى علت أصوات التفتيت وتمادى التخريب وأُغري الطامعون، وأُربك المشهد الوطني، واستهتر بنا المتعجرفون، وتمادى الطائشون، وحدث من الكوارث الكثير الذي نعرف، ومن ذلك ما حدث مؤخرا في عدن وبعض مناطق الجنوب بدعم من الإمارات. وإذا لم تعلن الإمارات موقفا صريحا واضحا، لتأييد وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، وتتخذ من الإجراءات والتدابير ما يناسب ويؤكد ذلك، فلا يجوز بقاؤها في اليمن يوما واحدا، بل أن وجودها في التحالف العربي من أساسه، يعد خطأ استراتجيا وتاريخيا، يلزم تصحيحه بأسرع ما يمكن.