الأرجح أن برنامج الإغتيالات الشغال في المحافظات الجنوبية تحدده الإمارات وتنفذه خلايا خاصة تتبع المجلس الانتقالي،. كان هذا البرنامج قد شمل تعز، لكنه تعثر ولم يستكمل كشوفاته. الحملات على تعز ومأرب- أحد أسبابها إفلاتها نسبياً من برنامج- إعادة الهيكلة المجتمعي الذي تنفذه ابوظبي في الجنوب منذ بداية الحرب، والذي يشمل الإغتيالات واجتثاث القوى السياسية والمجتمعية واستبدالها بتشكيلات موالية، وكذلك كان ضمن أهدافه تحويل تعز إلى حزام أمني عازل للجنوب ومكمل لمخطط التقسيم، وإلى حد ما مأرب، وإن استبعدت نسبيا. أي دراسة للسياسات المتبعة خلال سنوات الحرب وقبلها يوصلنا إلى أن تقسيم اليمن كان وما يزال هدفاً للسعودية والإمارات وأن إسقاط الدولة وتحبيذ انكشاف اليمن كان جزءا من هذا التوجه، وإن اختلفت التفاصيل. هناك سؤال طرحته في بداية 2015 مع ذهاب الاجتياح الداخلي إلى تجاوز خط الحدود الشطري القديم باتجاه الجنوب وما تبعه من إعلان السعودية والإمارات تدخلها في الحرب، السؤال لا زال مطروحاً إلى اليوم.. هل كانت عاصفة السعودية والإمارات ستحلق فوق اليمن وتبدأ بقصفه وتعلنان دخولهما الحرب، لو أن قوات الاجتياح الداخلي توقفت عند خط الحدود الشطري؟! الإجابة على هذا السؤال تكشف أحد أهم دوافع الرياض وأبوظبي في فترتي الحرب وما قبلها، وكذلك توضح مأزقهما الراهن الآن في البحث عن صيغة تنهي الحرب وتضمن في نفس الوقت تقسيم اليمن إلى دويلات مع السيطرة على الواقعة منها في الجنوب والسواحل ومناطق الثروات النفطية والغازية وضمان إبطال خطر الواقعة منها في مناطق الشمال والكثافة السكانية..
مصطفى راجح
الاغتيالات برنامج تنفذه الإمارات 981