;
احمد ناصر حميدان
احمد ناصر حميدان

تقييد مارد اليمن 984

2019-07-27 07:42:44

لماذا نحن غارقون في ماضٍ مثخنٍ بالتراكمات؟!, غرق أعاق عملية الانتقال للمستقبل الأفضل، الكثير يجاهد اليوم بمبررات ذلك الماضي، دون مراعاة لعامل الزمن، وتغيير الأفكار والتحالفات والمفاهيم والرؤى. نحن نحتاج أن ننضج سياسياً وفكرياً، لنبحث بعلم ومنطق في نبش ذلك الماضي بالانحياز للإنسان والوطن، فيه الكثير من العبر والدروس، منه سنستنبط الحلول الناجعة.

الكارثة في من يتوهم عودة ذلك الماضي بعاطفة, وينسى أن العلم قد برهن أن الحياة متغيره وتتطور وان من المستحيل عودة عجلة الحياة للخلف. ماذا يحدث اليوم؟ اليوم نحن توقفنا عند محطة معينة في دورة الحياة، فينا من يرفض السماح للدورة الطبيعية للحياة أن تستمر وحركة التغيير أن تعمل، لنصل لمصاف حركة العصر، مبررا انه صاحب الحق في أن يدير العملية، بعضهم يتخذ هذا الحق من منطلق ديني وانه مصطفى من رب العالمين بحكم الولاية وآخر يستند على بنود ومقولات ذلك العصر في الخلافة، وفيهم من يشعر انه ظلم وسلب حقه في قيادة المرحلة وانه المصطفى العرقي والمناطقي المؤهل لذلك، وكل هولا لا يعترفون بغير ذواتهم وأفكارهم ومشاريعهم، ويطلبون من الآخر الطاعة والاستسلام، ويضعون الرافضين للخنوع في دائرة الاتهام والتخوين. أي أنهم يرفضون الاعتراف بحركة الحياة الطبيعية وتطور البشرية، وان اليوم أليس الأمس، وما كان مقبولاً بالأمس اليوم لم يعد مقبولاً، لم يعد الناس تتقبل مبررات تلك العصور، لم يعد يتقبل الناس حكم الفكر الواحد، والإقصاء والاستئثار بالسلطة والثروة، ولا لماذا ثاروا؟! بعضهم يعتقد أنه ثار من أجل أن يحصل على ذلك الحق، وأن الثوار في الساحات خرجت تدعمه في هذا الحق، لا يعترف أن من أخرج الناس هي تطلعاتهم في وطن يستوعب كل الأفكار، وطن متنوع يتقبل الآخر المختلف وأنه ضرورة طبيعية لإثراء الحياة وحركة التغيير الطبيعية لحياة الأمم. كلما استطعت أن تنبش في قمامات الماضي لتجد لك المبررات في انتهاك الآخر، فالآخر لو نبش ماضيك لوجد ما يكفيه من مبررات مقوماتك بالمثل، ما عليك إلا أن تراجع تاريخك وستعرف أنك كنت يوماً مشكلة بالنسبة للآخرين، طغيت واستبحت كرامة الآخر واستأثرت بالسلطة والثروة بمبررات غبية.. اليوم على الجميع تجاوز ذلك الماضي، بالتغيير الذي يحتم على الجميع رمي مبرراته في مزبلة التاريخ لينتقل للمستقبل ويكون حلاً وجزأ مهماً في عملية التغيير. هذه المقاومة لحركة التغيير الطبيعية، تدفع بتلك القوى لاستخدام العنف لفرض واقعها الرافض للتغيير وتتسلح بأدوات العنف، ولتكون أكثر قبولاً تستدعي أدوات ذلك الماضي، تستدعي العصبيات وتستعدي التمايز، تحالفات طائفيه مذهبية مناطقية، أعراق سلالات وأيدلوجية، وتتصدى لأدوات التغيير بكل ما تملك من قوة ونفوذ. بدأت مشاكلنا عندما فرضت على البلد منظومة حكم مرتهن للخارج في الشطرين، وتحول اليمن لساحة صراع قطبين، وعندما تفكك قطب تحول اليمن لساحة صراع إقليمي، واليوم يستغل الإقليم هذا التناقض وصراع الحقوق التي يراد بها باطل، ودعمه ليكون معيقاً أبديا للتغيير في اليمن، لأن اليمن لو تغير سيدفع بحركة التغيير في المنطقة وستفرض واقع نهضة وتتطور يرفض الأنظمة القائمة، وهذا ما يدفع اليوم بهذه الأنظمة لإبقاء اليمن تحت السيطرة والموت السريري الذي لا يحتاج أكثر من دعم يبقيه على قيد الحياة يصارع الموت، منشغلاً عن التغيير والنهضة والتطور المرعب للأنظمة الفاسدة والطغاة والمستبدين. ارتهن الشمال وعبث فيه قرن من الزمن واليوم يرتهن الجنوب ويعبث به استمرار للمؤامرة، حتى تتخلص الأنظمة الأسرية من فوبيا التغيير في اليمن والثورات الوطنية والشعبية التي تشجع لثورات وتغيير في المنطقة. متى كان الجنوب يسأل الناس عن أصلهم وفصلهم؟ ومتى كان الشمال يسأل الناس عن مذهبهم وأعراقهم؟ ما يحدث اليوم يصب في تقييد هذا المارد (اليمن السعيد) والبقية مجرد أدوات ومبررات.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد