مثلما يعاقب الحوثيون مناصريهم بالقتل والسحل كنهاية خدمة، فإن أولياءهم الإيرانيين يضعون ما تبقى لهم من أصدقاء في المنطقة في أكثر المواقف حرجاً بتعديهم على الملاحة الدولية في مياههم الإقليمية.. إيران وهي تتحدث عن "هرمز" لا تلقي أي اعتبار لمن يناصفها الإشراف على المضيق، تتصرف وكأنها ولي الأمر الذي لا ينازعه الشأن أحد. حاول الشاه رضا بهلوي- آخر أباطرة إيران- أن يقاطع كل دولة من دول العالم لا تطلق مسمى " الخليج الفارسي" على الخليج العربي ورسم بهذا التوجه العنصري البغيض نهايته المأساوية. وعلى نفس المنوال يسير الذين ثاروا عليه ليفرضوا نظاماً أكثر عدوانية في علاقته بجيرانه العرب. السياسة التي تستجر من ثقافة موغلة في "الأنا" المتغطرس بروافدها التي تصغر الآخر الصديق، وتخفض جناح الذل للخصم القوي، لا تتوقف بأصحابها إلا عند نهايات مؤلمة. هذه الثقافة الدخيلة على المنطقة ظلت سبباً في إذكاء الصراعات والحروب، وكانت سبباً في عدم الاستقرار حتى اليوم، وهي تقدم دائماً مؤشرات هامة على أن السياسة التي تبنى بقواعد التميز العرقي أو السلالي ونقاوة الدم هي في أحسن صورها لا تصلح أن تكون أساساً لعلاقات مستقرة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، أما في أسوأ صورها فإنها منتجة للعنف والإرهاب والكراهية والحروب.
د.ياسين سعيد نعمان
إيران.. والنهاية المؤلمة..!! 1384