استطاع الحوثي كمن سبقه أن يحوّل مناطق الشمال إلى خزان بشري للقتال في صفوفه دون أي اكتراث، بل تجاوز ما هو أبشع بكثير من ذلك. وامتدت هذه التجربة إلى مناطق أخرى، وتكرر نفس السيناريو، وتحققت أهداف جمة لهذه المليشيات. حوّل الحوثي كل من وقف معه بطريقة أو بأخرى إلى أدوات موت وقتل وخراب ودمار ،وموزعي الآلام إلى كل بيوت اليمن، وبكل تأكيد جميعهم يدفعون ثمن ذلك الوقوف المذل والمهين. تتعامل مليشيات الحوثي مع عامة الناس وخاصة في مناطق سيطرتها كأملاك مادية قابلة للبيع والشراء والعبث والتخريب، ولأسباب جميعنا يعرفها. هذه المليشيات هي امتداد لتاريخ أسود ودموي لقرون من الزمن( زمن حكم الائمة)، عنونت تلك الحِقَبْ بجرائم وانتهاكات وهدر لكرامة الإنسان اليمني، الذي حاول نفض غبارها بتضحيات كثيرة في سبيل الخلاص منها. عادت هذه المليشيات بذات الفكر وذات الهمجية لكن بغطاء جديد، وهي في الحقيقة جاءت لتذكرنا بعهد بذرتها الأولى التي نبتت على الدماء والأرواح. هذا التذكير السيء يضعنا جميعا أمام موقف مصيري أن نكون لُحمة واحدة في مواجهة بربرية هذه المليشيات وجبروتها، أو نواصل العيش في ذلك الجحيم الذي عاشه اليمنيون القدامى منذ عصور العهد الإمامي الذي سكن البلاد كالسرطان في الجسد.
عدنان الراجحي
بربرية حوثية!! 674