من المؤكد أنه- وبعد خطاب الرئيس هادي بمناسبة ذكرى الوحدة- سوف يحتجب عن الكلام إلى ليلة عيد الفطر.. ثم يندع لنا خطابا حنانا طنانا وهو نفس خطاب الوحدة، فقط سيتم تغيير المناسبة مع بعض البهارات.. بعد خطاب عيد الفطر سوف يحتجب حتى خطاب عيد الأضحى، ثم يحتجب إلى خطاب عيد سبتمبر، ونفس الشي حتى خطاب أكتوبر ثم خطاب عيد الاستقلال 30 نوفمبر.. وهكذا حتى يعود إلى 22 مايو. وبذلك يكون قد دار دورة كاملة.. حدثت وتحدث أحداث جسام تعصف بالبلاد، تسقط مدن، تُحتل محافظات، تطير جزر، تسقط دماء، تشكل مليشيات مسلحة. الخ.. الكل ينتظر منه كلمة أو موقفا.. يناشده الناس يا ربا عتاه يا منعاه ولو تصريح صغير.. كلمة ولو جبر خاطر ياريس، وهو مطنش للجميع وكأن الأمر لا يعنيه ولسان حاله يقول ما معكم إلا المواقيت المعلومة (الأعياد الدينية والوطنية، انتظروني بها أو إذا كان هناك (قمة) هنا أو هناك). أسلوب الرئيس هادي يذكرني بـ(إتريك) جدتي رحمها الله. فقد أرسل لها عمي من الغربة إتريك كبير كان يعمل على (القاز) ويعلق في سقف الغرفة، والهدف طبعاً هو الاستضاءة. أتذكر أنه تم توليع الاتريك في أول ليلة عن طريق شخص خبير وكانت ليلة مميزة، حضر معظم أبناء القرية للسمرة عندنا وكان أول إتريك في القرية.. وفي اليوم الثاني أدخلته جدتي المخزن وأقسمت يمين ما يخرج إلا في ليلة العيد.. كانت تمر ليالي عاصفة مظلمة فنقول في أنفسنا أكيد جدتي الليلة با تولع "الاتريك" ونترجاها ولكن دون فائدة.. وظل اتريك جدتي في المخزن لا يخرج إلا في ليالي العيد أو اذا كان هناك زواجة في القرية.. يحضر أهل العرس ويترجون جدتي إعارتهم الاتريك، وبعد تودد وجهد جهيد تكون الموافقة، وفي هذه الحالة أكون أنا المستفيد الأكبر، فأنا اذهب مرافق للإتريك بموجب تكليف من جدتي. اذهب طبعا من قبل الغداء وكل شوية أقول انتبهوا الاتريك لا تسقط الذبلة، لا يكتسر القلص حقه، فيطمنوني ويحاولون كسبي بأي طريقة مثل زيادة اللحمة في الغداء وغيرها. المهم مع حلول الظلام أتقدم لتشغيل الاتريك وأهنجم على أصحاب العرس وبعد فترة قليلة أقول: قالت جدتي تشتي الاتريك!! فيقولون اصبر يا إبني الله يحفظك على الأقل لما توصل العروسة، ثم يدسوا في جيبي ريال أو ريالين وأسكت بعدها وهكذا. كانوا يخافون مني كما تخاف (الشرعية) الآن من (غريفيت).. وبعد انتهاء العرس يعود الاتريك إلى المخزن ويبقى هناك. إلى أن جاء ت أيام لم يعد أحد في القرية يزور جدتي أو يتودد لها أو يسألها الاتريك في أي زواجة. استغربت جدتي من الأمر ثم اكتشفنا بعدها أنه قد أصبح في القرية أكثر من اتريك وأفضل من اتريكنا. حاولنا بعدها نولعه عندنا في البيت فلم نستطيع فقد كان متهالكاً من طول المدة التي مكث فيها في المخزن.. رحم الله جدتي.. كانت تعتقد أن أبناء القرية سيظلون في حاجة لها إلى ما لا نهاية وان الزمن سيتوقف عندها فلم تتعامل معهم كما يجب، ولم تعمل حسابها لهذا اليوم. #كمال_البعداني 23مايو 2019م
د.كمال البعداني
خطابات الرئيس هادي وإتريك جدتي 1387