عادة لا أتسرع في التعليق على أخبار فيها دماء، ولا أنفعل مع الحدث وأسعى لتحميل جهة ما، لكني أنتظر متأملاً ما تلوكه الألسن، وما تفرزه الأقلام من كتابات، وألحظ تعاملاً مع تلك الأخبار بعاطفة وانفعال، دون إعمال للعقل فيما يُنقل، أو يُشاهد... ومثل غيرها من الأحداث المأساوية التي تنال مدنيين؛ آلمتني حادثة سعوان شاهدت فزع الطالبات وتدافعهن، شاهدت الانفجار الذي يوحي أنه انفجار من الأرض، وليس من الجو، وهو أمر واضح... وشاهدت الاستغلال الحادثة من قبل المليشيا، والتباكي على الضحايا كما هو حالها مع الحوادث المشابهة، شاهدت الأقلام المدعية أنها مع حقوق المليشيا (أقصد حقوق الإنسان)، وكم كتبت وشاركت المنشورات، وعملت التقارير المستعجلة، وكم وكم... بعد مرور أكثر من شهر تأتي التقارير الآن لتؤكد أن الحادث كان انفجار مواد قابلة للاشتعال خزنتها عصابة الموت في تلك المنطقة. الآن أين ذهبت تلك الأقلام؟ أين اتجهت تلك العقول والألسن؟ أين المتباكين كذباً؟ ربما نوم رمضان السبب. ويظل السبب في كل ما يجري من معارك ودماء ومعاناة وتمزق وآلام وأوجاع- يظل ذلك نتيجة لسبب واحد هو انقلاب دعاة الموت على إرادة اليمنيين، ومصادرتهم الدولة ومؤسساتها، ومقدراتها وممتلكاتها، وحرية أبناء هذا الشعب الذي أتوقع أنه لن يصبر طويلاً على من تسببوا في كل ذلك. ملاحظة: تألمت كثيراً لما حدث في مركز مديرية كشر قبل شهرين تقريباً، حين سقط ضحايا مدنيون، وهو حادث مروّع، وأعلن تعاطفي مع الضحايا، وألمي عليهم...
د.علي عرجاش
أين تلك الأقلام؟ 748