هناك مقولة شعبية يردد ها الكثير من أبناء اليمن في اليوم الأخير من شهر شعبان وهي (يا نفس ما تشتهي) أي أن الإنسان يأكل في هذا اليوم كل ما تشتهيه نفسه لأنه سيبدأ بالصيام من اليوم الثاني... اليوم في عدن نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية في حكومة (الشرعية) الأستاذ/ أحمد الميسري، طبّق هذه المقولة ولكن بالقول لا بالأكل.. فقد قال اليوم- في كلمة له كل ما يشتهي قوله قبل دخول رمضان.. وجه انتقادات (لاذعة) وبقوة لدول التحالف، داعياً إلى ضرورة تصحيح العلاقات بين هذه الدول وبين الحكومة اليمنية. ومما قاله: إن الشراكة مع دول التحالف ليست شراكه في إدارة المحافظات (المحررة).. وأضاف بالقول (إن اليمن قد تكون دولة ضعيفة، لكنها مازالت دولة، تمرض لكنها لا تموت، وبإمكانها إدارة تلك المناطق والمحافظات).. وقال: لم يكن الاتفاق مع التحالف هو الزحف نحو (الشرق).. ويقصد بذلك ما يصنعه التحالف هذه الأيام في محافظة (المهرة) وهو أرفع مسؤول- حتى الآن- ينتقد ما يحدث في المهرة، وهذا يدل أن الأمور قد خرجت عن السيطرة. وقال إن هناك قوى إقليمية ودولية تكالبت على عدن بسبب موقعها الجغرافي، وإن هناك بعض القوى المحلية ترتهن للخارج وتدخل في صراعات ونزاعات تضر بالمدينة ومينائها وتهدد السلام فيها.. وهو يقصد بذلك جماعة (الانتقالي) الموالية للإمارات.. واختتم الميسري كلمته بالقول: يجب أن تعلم دول التحالف أن هناك من رجال الدولة من لديه الجرأة ليقول لهم: إن السير معوج ولا بد أن يستقيم الحال.. كلام قوي وشجاع من الوزير الميسري وهو أرفع مسؤول في حكومة الشرعية يقول مثل هذا الكلام وبهذا الوضوح والنقد الصريح.. المؤكد أن كلامه هذا ليس من فراغ، فمالم يستطع قوله الرئيس هادي ومن معه من قادة الشرعية في الرياض قاله الميسري في عدن.. ولا شك أنهم يوافقونه على هذا الطرح ولكن في قرارة أنفسهم.. يجب أن نشيد بنقد الميسري للتحالف ودفاعه عن سيادة اليمن.. وندعو بقية الوزراء والمسؤولين إلى رفع أصواتهم، فلو تكلم حتى نصفهم لما وصلنا إلى هذا الحال، لكن بقاءهم الطويل في الخارج جعلهم يعتقدون أن كلامهم عن الشأن اليمني يعتبر تدخلاً في شؤون دولة أخرى، لذلك لزموا الصمت... الوزير الميسري قال- في كلمته- كل ما تشتهيه نفسه قبل رمضان. ولكن السؤال الأهم هنا هو: متى ستتم إقالة الوزير أحمد الميسري؟؟
د.كمال البعداني
الوزير الميسري ويا نفس ما تشتهي. 1385