جراحنا كثرت وآلامنا تنوعت، ولم نعد نحتمل جلد الذات أو طعنات الأقرباء أو تخوين رفقاء الدرب. ثمة رجال في صفوف الشرعية يفضلون العمل بصمت، بعيداً عن أضواء الإعلام أو عمليات الصقل والتلميع عبر منصات التواصل، فضلوا المضي قدماً مع الوطن وقضاياه بهدوء العاقل واتزان المصلحين، ومضوا مع قافلة الأوفياء لهذا الوطن للعمل على رفع أسقف الشرعية، وبناء هياكلها وفق ما يتاح لهم ولصلاحياتهم، حبا في هذا الوطن وكرامة للجمهورية والثورة. ومن المؤسف أن يتفرغ آخرون من نفر قُلل يستوطنون في جسد الشرعية، لتوجيه الطعن وتوزيع التهم، وبث الإشاعات داخل مكونات جيشنا الوطني. كل هذا العبث من أولئك النفر الغارقين بين حطب الليل وزحمة حُطابه، توزع التهم بكل بساطة تحت يافطات الوطن، وتجرح كرامات الناس تحت مسميات الغيرة على صف الثورة، ويشكك في تضحيات رجال الشرعية وقياداتها تحت ادعاءات كشف الحقائق وتبيينها. ما هكذا تورد الابل في صف الجمهورية، وما هكذا تٌغتال سجلات المناضلين، ويشكك في مواقفهم وتاريخهم، عبر بوستات تسطر على منصات التواصل او كتابات تدس على مواقع السوشيال ميديا. قبل أيام قاد نفر من أولئك بنشر كتابات مسيئة ضد قيادات في الجيش الوطني، تفتقر لادنى معايير المهنية أو قيم الأمانة، للنيل منهم، كان آخرهم مدير دائرة القضاء العسكري اللواء/ عبدالله الحاضري، وقبله رئيس هيئة الإسناد اللوجستي اللواء/ أحمد الولي. من السخف والحماقة أن تتحول شهادات الخصوم السفلة من القيادات الحوثية، مقياساً ومصدراً لتوجيه التهم وبث الإشاعات ضد قيادات الشرعية. ومن الإنصاف أن يعرف أهل الحق بالحق، وعليه أجد نفسي ملزماً في الحديث- بشاهدة لله والتاريخ والوطن والثورة- حول فرد عرفته منذ سنوات طوال، عرفته في سفره وعمله ومنزله وبين أفراده وفي مكتبه، إنه الأخ العزيز اللواء/ عبدالله الحاضري. قبل سنوات طوال جمعتنا معاً أعمال (في ثورة 2011) وأسفار ومقايل ومآدب وملاقي وتجمعات، فوجدته رجلاً من رجال الثورة والجمهورية والوحدة، قاتل بقلمه وعلمه وسلاحه طوال أكثر من ربع قرن فلول الإمامة ومخلفاتها، وحذر باكرا من فكر العصابة القادمة من كهوف مران على الجمهورية والوطن. عرفته متحدثا في لقاءات عدة جمعت نخب المثقفين وأعيان المجتمع قبل سقوط العاصمة صنعاء وبعدها، وهو رجل الجمهورية والثورة في كل مواقفه، وهو- أيضا- موسوعة الشرعية في مجال القضاء والقانون الدولي. مثل الجمهورية في محافل رصينة داخليا وخارجيا، ومثل الشرعية في لجان دولية وتحقيقات إقليمية، فكان نعم الرجل ونعم الموقف. نُحيي كل أوفياء الشرعية ورجالها الميامين، ودائما لا يرمي الا من كان يحمل الثمر أو في الصفوف الأول. وقدما ومعا حتى تحقق الثورة أهدفها والجمهورية غاياتها، والدنيا دول من سره زمن ساءته أزمان.
أحمد عايض
مناضلون بصمت وأفياء بعزة 967