الوضع الصحافي والإعلامي في اليمن كارثي ومزري. واليمن بات بيئة غير آمنة للصحافة وحياة المشتغلين فيها.. لم يعد هناك صحف مستقلة ولا حتى حزبية تصدر بعد منع طباعتها بأوامر من الحوثيين، وحجبت كل المواقع الإخبارية، وأصبحت الاعتقالات والاختطافات تمارس بحق الصحافيين بصورة غير مسبوقة.. فأصبحت السجون والمعتقلات والمعاملة اللا إنسانية هي مصير وحصاد المشتغلين بمهنة نشر الحقيقة.. فهناك 11 صحافياً في المعتقلات بصنعاء، في وضع غير آمن، ويجرى محاكمتهم أمام محكمة متخصصة بقضايا الإرهاب في تهم عقوبتها الإعدام، وفي ظل حرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية والقانونية.. كما أن الحريات الصحافية وحرية التعبير، انتهت ولم يعد هناك صوت آخر، لأن الحوثيين أسكتوا كل الأصوات. أما في المناطق التي أصبحت تحت سلطة ( الشرعية)، وخاصة عدن، فإن الوضع يقترب من الوضع في صنعاء، سوءا وتضييقا على العمل الصحفي المستقل، فصحف الأحزاب وكذلك المستقلة والتي نزح أصحابها من حكم سلطة الحوثيين، لم تعاود الإصدار، باستثناء صحيفة "أخبار اليوم" الصادرة عن مؤسسة "الشموع" للصحافة، وهي مؤسسة مستقلة قامت السلطات في صنعاء بمصادرة مطابعها ومقراتها، وحين عاودت الصدور من عدن سرعان ما تعرصت من قبل سلطات المجلس الانتقالي للمنع، وتم إحراق مقرها بما تحوي من مطابع وأجهزة ومعدات.. الصحافيون في عهد الرئيس السابق " القتيل" علي عبدالله صالح، دفعوا أثماناً باهظة وفي عهد الرئيس "المُنقلب عليه" عبدربه هادي لم يتحسن الحال كثيراً.. ليتواصل التدهور إلى هذه المرحلة التي يمر بها اليمن ممثلاً أسوأ مرحلة تعرفها صحافة اليمن على الإطلاق.. --------------------- * الرئيس التنفيذي لــمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF
محمد صادق العديني
الحريات الصحفية : مهنة منكوبة في اليمن.. 642