حملة الترويج الإعلامية للحوثيين بشأن العودة لغزو الجنوب هو من قبيل الوعي المتأخر بحجم الهزيمة المذلة التي تعرضوا لها في الجنوب، وهو في نفس الوقت استعراض لا يعكس أي مقومات عسكرية ذات قيمة في تغيير المعادلة التي تقول، وعلى نحو حاسم، أن المشروع الحوثي الإيراني سقط في الوحل، ولن تقوم له قائمة بعد اليوم في اليمن العظيم. وأن على وكلاء إيران أن يتوقفوا عن هذا العبث الذي أدمى اليمن ودمّر حلم شعبه في الاستقرار والعيش الكريم كبقية خلق الله. المسألة باختصار هي التسرب من الفراغات التي خلفتها العوامل الناشئة عن استقطابات وعناد المفارز القديمة بعباءاتها التي حجبت التبدلات الهائلة التي نسفت بشكل كامل قواعد الفرز القديمة، بعد أن "طم السيل الغيل"، ولولا ذلك لما حدثت هذه الاستعراضات المظهرية للحوثيين، والتي أخذ كل واحد يفسر أسبابها وتداعياتها بخلفيته التي تعكس حجم الأمراض التي لا زالت تنخر جسم القوى التي تتصدى لهذا المشروع الخطير. لا بد من استعادة القدرة، التي استهلكتها المعارك الجانبية، إلى الوضع الذي تستطيع معه أن ترتب الأولويات حتى لا يصبح التحول من الهجوم إلى الدفاع واقعاً يقرر مسارات المرحلة القادمة.
د.ياسين سعيد نعمان
الغزو ثانية وبوعي متأخر.. 1349