عندي لكم قصتان جميلتان ورائعاتان.. ليست من وحي الخيال، ولا من قصص جدتي- رحمها الله- بل من سير الصحابة- رضوان الله عليهم أجمعين-: في معركة اليرموك وقد حمي وطيس المعركة، واستعرت نارها إذ برسول من قبل الخليفة عمر يقصد قائد جيش المسلمين/ خالد بن الوليد ومعه كتاب بعزله وتولية أبي عبيدة بن الجراح القيادة العامة للجيش أتدرون من هو خالد بن الوليد ؟ خالد وما أدراك من خالد؟ هو سيف الله المسلول، الذي لم يخسر معركة واحدة في جاهلية ولا إسلام وليس قائداً عسكرياً يسترزق من نقاط التفتيش على الطرق على حساب المواطنين المطحونين من أبناء الشعب، وليس قائداً عسكرياً يراوح مكانه سنوات طوال في جبهات القتال، يطهر تبة ويخسر ثلاثاً.. عزله عمر بن الخطاب حتى لا يفتن الناس به، ويعلموا أن النصر من عند الله لا من عند خالد.. المهم.. أتدرون ما هو موقف خالد من كتاب العزل ؟ وكيف كانت ردة فعله؟ لم يغضب، ولم ينفعل، ولم يجادل، ولم يستفسر.. وبكل سهولة وسلاسة أطاع أمر الخليفة ونفذه، وسلم قيادة الجيش لقائدة الجديد واستمر في القتال تحت إمرته وهو يقول: " أنا لا أقاتل لأجل عمر، ولكن أقاتل لرب عمر" طبعاً لو حدث مثل هذا الموقف في بلادنا.. تلقائياً ودون مقدمات سينتقل القائد العسكري المعزول إلى معسكر الأعداء، ويقاتل معهم قتالاً شرساً، ويخبرهم بنقاط ضعف الجيش الذي كان يقوده، ويسلمهم نسخاً من خططهم العسكرية، دون حياء، ولا خجل، وعلى عينك يا وطن. ألتقيكم غداً بإذن الله تعالى في القصة الثانية "فخليكم معانا وما تروحوش بعيد"
أحلام القبيلي
للمسؤولين والقادة العسكريين فقط “1” 1206