كثيراً هي التحديات اليوم والمؤامرات على الوطن والمعركة المصيرية للانتصار على الانقلاب، معني فيها كل إنسان وطني حر غيور على الأرض والعرض، وهناك من يردد لا يعنينا، هو معني بالمماحكة والمناكفة وليضيع الوطن. المماحكة هي نتاج التأزم في النفوس وهي تقارن بين قدرتها والآخرين، فترى عجزها، بين تضحيات الآخرين وأنانيتها، من السهل أن تطلق (لا يعنينا)، وفي الخيبة تطلق الزعيق والمعيق، مماحكة ومناكفة قذرة, واتهام ولوم الآخرين. خيبتنا اليوم هي نتاج لا يعنينا، هل نتعلم من الدروس؟، أم سنظل أغبياء ننتقل من خيبة لخيبة بتخلف وصلف لا يعنينا، جعل الجنوب منطلق للخيبات. كثير هي التشكيلات العسكرية والأمنية، وقليل هم المعنيون بهم الوطن والسلم الاجتماعي والمخاطر المحدقة، وهناك فرق بين مليشيات لا تعنيها غير المهام المدفوعة الثمن، وبين مؤسسات وطنية معنية بكل صغيرة وكبيرة تهم الوطن، معنية اليوم بالظواهر التي تشكل خطرا على الأمة ومستقبل اليمن, معنية بتأمين السواحل من تهريب الممنوعات والسلاح والبشر, مما جعل من عدن ممرا لتوزيع هذه الآفات الخطيرة التي يكتشفها المخلصون في مطار عدن، وكيف دخلت عدن؟. اليوم عدن مسرح لكثير من الظواهر الخطيرة، منها الغير مرئية، ومنها المرئية كوضوح الشمس، في شوارع عدن ومتنزهاتها، أعداد كبيرة من الأثوبيين، الذين دخلوا البلاد عبر سواحلها تهريب، بانتشار مريع في كل الشوارع والأحياء والمتنزهات والمساجد بالمآت، متخذين من الشارع الممتد من دوار الغزل إلى دوار القاهرة مسكنا لهم، ومساكن أخرى في أماكن أخرى، تمثل وباء حقيقيا على عدن، في هذا الشارع تمر كل يوم الأطقم العسكرية والأمنية، والقادة الذين نراهم في التلفاز وهم يطمئنونا على امن عدن وسلمنا الاجتماعي، وما يشاهدونه لا يعنيهم، فما الذي يعنيهم اذا؟. يعرف خطر هذه التجمعات من تحدث معهم من الزملاء الدبلوماسيين الذي عاشوا في أثيوبيا، وعرف أنهم من منطقة (ارموا) المشهورة بالعصابات والعنف في اثوبيا، وعندما سألهم عن وجودهم في عدن، كان ردهم، عدن ممر فقط لتوجههم لمناطق اخرى يمنية ثم للسعودية، بمخطط سنكتشف خطورته لاحقا بعد أن يعنينا ما نراه وما نشاهده ويحرك لدينا الضمير الوطني والإنساني. لماذا اختيرت عدن كممر؟!، وهم يدركون معاناة اليمن، وبلدهم أثيوبيا في وضع مستقر واقتصاد افضل، كانت عدن لهم المنفذ السهل، بالانفلات ولا يعنينا، ومماحكة ومناكفة أغبياء السياسة، جعلت ملحمة الصراع تبتعد كثيرا عن هم الوطن والصالح العام والمخاطر المحدقة بالأمة، لم نرى المستقبل إلا بأنانية، انانية السلطة والانتصار على الشركاء، نراه بعقلية الانتقام وكسر إرادة الآخر، مما يزيد من حجم تراكم المشكلات ونبتعد كثيرا عن الحلول، عندما ارتهن البعض وصار تابع يدار بكنترول المؤامرة، يرى ما يرون ويتحرك بأوامر. لا يعنينا اليوم تهدد الجنوب المحرر وعدن العاصمة المعاقة، مزقتهما المصالح، ومليشيا الدفع المسبق التي لا يعنيها غير من يدفع لها، ويتحكم بتحركاتها، لا وازع وطني وإنساني يحرك فيها الضمير والعقل والمنطق، مما جعل من عدن عرضه لعبث عصابات البسط والسطو والقتل والابتزاز، والنهب للإيرادات العامة والفساد المستشري، والمناكفة القذرة. عدن تحتاج لجيش وأمن وطني، يدار من غرفة عمليات وطنية واحدة، معني بما يحدث وطنيا بعدن، في تطبيق النظام والقانون، وحماية الناس وحقهم بالحياة والحقوق العامة والخاصة، يوقف العبث، والظواهر المنتشرة الخطيرة التي تهدد السلم العام والصالح العام والدولة ومؤسساتها والمستقبل، ومنها تلك المخططات التي نراها اليوم ولا تعني بعض المليشيات، المعنية بحماية الزعيم وتنفيذ أجندات من يدفع لها، الوطنية مسؤولية وهم عام وتكليف لا تشريف
احمد ناصر حميدان
من المعني بعدن اليوم؟! 996