أولاً: عدد الكلمات.. عدد الكلمات التي تناولت تقييم الرئيس هادي 50 كلمة، بينما عدد الكلمات التي قيمت موقف الحوثيين 69 كلمة. في الإحاطة الأولى تاريخ 17 إبريل 2018، قيم فيها السيد جريفيت موقف الرئيس هادي بـ 33 كلمة، بينما عدد الكلمات التي قيم فيها موقف عبدالملك الحوثي 53 كلمة لم تخلُ من كلمات أكد،…الخ. ثانيا: استخدم المبعوث الخاص كلمة "أخبرني" عن الرئيس هادي، بينما استخدم كلمة "أبلَغَنا" في إحاطته عن موقف الحوثيين. ثالثا: في التعبير عن امتنانه للرئيس هادي استخدم المبعوث إياه 7 كلمات، بينما في التعبير عن امتنانه للسيد عبدالملك الحوثي استخدم 11 كلمة. رابعا: في الإشادة بموقف الرئيس هادي قال أن الرئيس تعامل بشكل عملي بوصفه رجل عسكري سابق، وقال إنه " يريد لعمليات الانتشار هذه أن تحدث. وعند الإشادة بموقف عبدالملك الحوثي استخدم كلمات تأكيده بعبارات واضحة وبالتفصيل، وكذلك بشكل عام دعمه لتنفيذ اتفاق الحديدة. الأهم من هذا التحليل هو المقارنة بين امتنان المبعوث الخاص جريفيت للرئيس هادي، وامتنانه للسيد عبدالملك الحوثي.. فقد امتن للرئيس هادي صبره والتزامه، وهذه تأكيد ضمني بأن موقف الرئيس هادي هو الموقف الذي يتفق مع حلول ومواقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأن هناك تجاوزات من الطرف الثاني يقابله غض الطرف من قبل المبعوث الأممي، فلا يسمى الموقف صبرا إلا على ما لا يريده الشخص ولا يكون هناك التزام إلا على ما اتفق بشأنه. والمقارنة المنطقية تقضي بالقول عدم وجود التزام من قبل الطرف الثاني، وهذا ما هو حاصل.. فعلامَ كان امتنان المبعوث الأممي السيد جريفيت للسيد عبدالملك الحوثي خصوصا وأن جريفيت استخدم الفعل المضارع بقوله: " أنا ممتن له -أي للسيد عبدالملك الحوثي - على الموقف الذي *يتخذه* بشأن هذه القضية وغيرها". لاحظوا يتخذه ولم يقل اتخذه. يعني هناك رضا مسبق وشيك مفتوح من قبل السيد جريفيت لأي موقف يتخذه السيد عبدالملك ليس في هذه القضية، بل وفي غيرها" وهذا ما لٱ يمكن فهمه إلا كأسلوب من أساليب تبييض مواقف السيد عبدالملك الحوثي السابقة، وتشجيعا له على أي مواقف مستقبلية، طالما كان الامتنان مستمرا على الموقف الذي *يتخذه* بشأن هذه القضية *وغيرها*. لم أجد حسب معلوماتي مثل هذه الإحاطة التي تستخدم صيغة الفعل المضارع *يتخذه*، وكذا لم أعلم إشادة تستخدم كلمة *غيرها* في صراع يعرف القاصي والداخل من هو الملتزم ومن هو غير الملتزم. كان بالإمكان فهم هذه الكلمات على أنها نوع من الدبلوماسية الهادفة إلى تشجيع طرف لحمله على تنفيذ الاتفاقات، ولكن لو تم تذييل العبارة بما يفيد ذلك كالقول مثلا: " ممتن على الموقف الذي يتخذه بشأن هذه القضية وغيرها لما من شأنه تنفيذ الاتفاقات وتحقيق السلام. إحاطات السيد جريفيت تخلو من ذكر مرجعيات الحل وقرارات مجلس الأمن ومن تسمية الأمور بمسمياتها، وهي نقطة تحول في رؤية مجلس الأمن ابتدأت منذ مشاورات جنيف 2 في 15/12/ 2015، وقد كتبت حينها عن هذا التحول. نتمنى أن يتوفق السيد جريفيت في مهمته، وأن يلتقي اليمنيون على كلمة سواء وأن يحل السلام في ربوع السعيدة.
د. عبدالعليم محمد باعباد
تحليل نص إحاطة المبعوث الأممي! 924