للأسف الشديد، بل من العار والخزي، أن يتحول الكثير من المسؤولين إلى دلالين للمناصب، ليس لمن يستحقها من الكفاءات وإنما لأسرهم وأبنائهم وأقاربهم. للأسف الشديد أن هؤلاء المسؤولين يستغلون مواقعهم وحظوتهم عند القيادة إلى إحراج الأخ الرئيس وكبار المسؤولين في إصدار قرارات تعيين مخالفة للقانون والدستور في الكثير من المناصب الهامة والمواقع التي تحتاج إلى تدرج في الوظيفة العامة للوصول لها، خصوصا في السلك الدبلوماسي وغيره. وأنا هنا أقول لو الأخ الرئيس والنائب ورئيس الحكومة وجميع متخذي القرار، لو قدموا نماذج إيجابية وبعيدة عن تقريب الأقارب، لما استجابوا لتلك الإحراجات. للأسف ما يدفع هؤلاء المسؤولين للتجرؤ على طلب مثل هذه المناصب والقيام بهذه الوساطات هو ما يرونه أمامهم من تقديم هؤلاء القادة لأقاربهم من حولهم، الأمر الذي يسهل على الفاسد أن يعبث لأن المحاسب والقائد متورط مثله. فللأسف الشديد- أيضاً- أن الشغار تحوّل من الزواج الاجتماعي إلى الوظيفة العامة وأصبح هذا المسؤول يوظف أقارب ذاك المسؤول ليقوم الآخر بتوظيف أقاربه ومعاريفه "اخدمني في ولدي أخدمك في أخوك ومرافقيك وخذ وهات من اليمين إلى اليسار" والوطن الضحية. لذلك أرى كل هذا السوء في أداء السلطة الشرعية ومؤسساتها في الداخل والخارج، بسبب إيكال المهام والوظائف لغير مستحقيها وغير الجديرين بها.. وأنا أدعو كل الوطنيين الأحرار إلى كشف فساد التعيينات والقرارات والتوريث وتبادل الخدمات على حساب الوطن والمواطنين، فو الله (إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أبوعلي
الحسن بن علي ابكر
دلالين المناصب 1078