كانت أبو ظبي تراهن على عدم رغبة الرئيس هادي في انعقاد مجلس النواب وكذلك التباينات المختلفة بين القوى السياسية، والتي كانت أبو ظبي تعمل- بكل طاقتها- من أجل توسعة هذا التباين. ونتيجة لعوامل عديدة وافق هادي على انعقاد المجلس وحصل توافق بين القوى السياسية ولا سيما بين المؤتمر والإصلاح وكان من نتيجة هذا التوافق موافقة الإصلاح على أن يكون القائد المؤتمري/ سلطان البركاني، رئيساً للمجلس، وقد دفع الإصلاح بكل قوته من أجل ذلك.. .. من الطبيعي أن يكون انعقاد المجلس في عدن، إلا أن الإمارات- التي تحكم قبضتها على المدينة- قد استخدمت حق الفيتو لمنع ذلك.. فاتجهت الأنظار إلى حضرموت ليعقد فيها البرلمان اجتماعه.. ومن الطبيعي أن تكون المكلا عاصمة حضرموت هي المكان المناسب للاجتماع، إلا أن الإمارات- التي تهيمن على المكلا عبر المليشيات التابعة لها بمسمياتها المختلفة- قد عارضت ذلك أيضا. حتى البحسني- محافظ المحافظة- لا يملك من أمره شيئاً، فنفوذ قادة الضالع في المكلا ومجاميعهم أقوى من نفوذه بكثير،، فلم تجد الرياض مكاناً مناسباُ لانعقاد المجلس غير مدينة سيئون والتي تقع تحت حماية المنطقة العسكرية الأولى الموالية للشرعية، فلا نفوذ للإمارات ولا لميليشياتها المسلحة هناك.. الرياض تدفع- بكل قوتها- من أجل انعقاد المجلس لحسابات كثيرة، من بينها الخوف من غياب الرئيس هادي دون وجود أي مؤسسة شرعية قائمة.. عكس أبو ظبي- التي ترى أنها لا تستطيع تحقيق أجندتها في اليمن- إلا من خلال الفوضى العارمة كما هو الحاصل في عدن، لذلك تعمل بكل قوتها على محاولة منع انعقاد المجلس.. وقد سخّرت إمكانياتها الإعلامية والسياسية والمليشيات التابعة لها العسكرية والإعلامية ودفع أتباعها إلى الشارع من أجل ذلك.. أبو ظبي تريد أن تبعث برسالة إلى الرياض، مفادها: نحن سادة الجزيرة وليس أنتم كما تدعون فلقد ولّى زمانكم.. هذا الوضع لم تعرفه الرياض منذ تأسيس المملكة، فمن كان يصدق أن تضيق اليمن على الرياض بسبب أبو ظبي التي ضايقتها في عدن وطاردتها إلى المكلا وها هي تريد أن تلحقها إلى سيئون ؟.. إنها مباراة كسر العظم هناك بين الرياض وأبو ظبي.. ومن العجيب أن الرياض لم تعد تستقوي على أبو ظبي في اليمن إلا بشرعية هادي.. يحدث كل هذا و(الشرعية) على المدرجات تتابع ما يدور ولا تملك من أمرها شيئاً، بل إن أبو ظبي تستطيع منع رئيس الحكومة/ معين عبد الملك، من مغادرة عدن إلى سيئون لو أذن لها ولاة أمرها الكبار.. الشرعية هي التي أوصلت نفسها إلى هذا الوضع!! باختصار أبو ظبي تريد أن تجلد الرياض في اليمن، أما الشرعية فلسان حالها يقول (أنا الغريق فما خوفي من البللِ) #كمال_البعداني
د.كمال البعداني
ديربي كسر العظم في سيئون بين الرياض وأبو ظبي. 1391