اعتقد أن المعاكسة سلوك لا يمارسه إلا الرجل العربي فقط لا غير.. وقد يقول قائل إن السبب في ذلك مشاعره المكبوتة و أنا أقول: ومن قال إنها مكبوتة؟ والعربي- دون رجال العالم أجمع- لا يجيد شيئاً إلا الحب والغرام والعشق والهيام، ولم يخرج أبداً من دائرة الماء والخضرة والوجه الحسن.. بينما نجد الرجل الغربي قد صعد القمر ويخطط للعيش عليه, يظل العربي يحدث القمر ويشبه حبيبته بالقمر ويتغزل بالقمر.. إن ممارسات الإنسان وأفعاله ناتجة عن ما يفكر فيه ويشغل باله، ولأنه دائم التفكير في المرأة والحب والزواج تراه يمارس هذه العادة السيئة.. ولو كان مشغولاً بشيء آخر ما فكر فيها فضلاً عن ممارستها، وقد يقول آخر السبب العنوسة.. أجيبه بقولي إن من بين المعاكسين متزوجين وكهولاً وأناساً مبسوطة. معاكسات: في كل مكان معاكسة في الشارع, في العمل على النت بالتلفون بالبلوتوث وحتى في عقر دارك وكأن بعض الرجال قد تحولوا إلى كلاب مسعورة.. الصغير يعاكس, والعجوز يعاكس، والشباب يعاكس.. العزب يعاكس، والمتزوج يعاكس والأرمل يعاكس “يا قدرة الله غيري”.. ومع تطور الزمان تطورت وسائل المعاكسات.. كان زمان يمشي الولد خلف البنت يقولها يا قمر ويصفر، أما اليوم يعطيها رقم جوال ورسالة بالبلوتوث ويمسك يدها عنوة وقد يعتدي عليها.. وحتى كلمات المغازلة تغيرت وأصبحت أكثر وقاحة وسفاهة وزمان يا سادة يا كرام كان الشاب لا يعاكس بنت الحارة ويعتبرها إحدى أخواته أما الآن “ لا يحللوا ولا يحرموا.. كل شيء مباح حتى المحارم".. اليوم أصبح للمعاكسة خدمة تقدمها شركات الهاتف النقال الله لا بارك لهم.. هو السبب؟ يتذرع كثير من الشباب ويرمون باللائمة على الفتيات اللاتي يعاكسن الشباب بملابسهن المثيرة والمغرية؛ فالبالطو مطرز وضيق, والعيون مكحلة والأطراف مخضبة والصندل كعب عالي.. وأنا أقول كلامكم صحيح وأعلم أن هناك فتيات يخرجن للسوق بهيئة وكأنها تقول (هيت لك)، ولكن أخي الرجل وما شأنك أنت, أين ضميرك, أين دينك, أين حياؤك من الله تعالى؟ أين قيمك ومبادئك؟ كل ما قلته لا يبرر المعصية.. نعم معصية ألا تعلم أن العين تزني وزناها النظر واللسان يزني وزناه الكلام.. أنا لا أريد أن ينطبق عليك المثل اليمني القائل :“ الكلب ما يجي إلا مدعي” لأنك إنسان مكرم وإذا كانت معاكسات الشارع بسبب تبذل المرأة وسفورها، فما هي أسباب المعاكسات التلفونية؟ والمعاكس لا يرى شيئاً على الإطلاق ولا يدري من يعاكسها أكانت أماً أم جدة. ثم أن هناك من يعاكس أي شيء أنثوي حتى المجلببات.. إضاءة قال تعالى:« قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم» ورحم الله الشاعر حين قال: عفوا تعف نساؤكم في المحرمِ وتجنبوا ما لا يليقُ بمسلمِ إن الزنا ديناً فان أقرضته كان القضاء من أهل بيتك فاعلمِ
أحلام القبيلي
المعاكسة صناعة عربية 1173