صديقي الأعز والأروع.. إلى لقاء.. خالد يغادرنا شهيداً.. يا الله.. ألجمتني المفاجأة.. الشاعر المقاتل والمثقف الثائر يغادر تحت سفوح جبل ناصَهْ.. ما زلت غير مصدّق! كتب بيانه الأخير "وصيّته " وأذاعها تحت جبل ناصَهْ في دمْت قبل استشهاده بساعات.. هذا هو علي عبد المغني هذا الجيل.. هذا بطل أبطال هذا الزمان.. جدّه الأكبر شيخ بعدان ثائر اليمن وفيلسوفها ضد الإمامة حسن الدعيس.. خالد هو الجيل الرابع.. خالد عبدالقادر عبدالله بن حسن الدعيس.. زارني في بيتي في مثل هذا الشهر قبل أربع سنوات.. دخل البهو متلفّعاً بشاله مثل فارس. وحين أزاح لثامه اندهشت! ثمة فتى تخرّج من الثانوية لتوّه! هذا أنت يا فتى الفتيان إذن! وكنت ذلك المساء وحيداً هكذا أراد.. لكنه ملأ المكان حضوراً بهياً وذكياً. قرأ قصائده الفصيحة فأدهشني ثم ما لبث أن قرأ قصائده الحمينية فأذهلني! وانتهى بأن قرأ مقطعاً يحفظه من نصٍ قديمٍ لي! حدثني عن علاقته بالثقافة والفن والقراءة، فاكتشفت أنه سبق عمره بسنوات وعياً وتجربةً وفهماً.. حدثني عن تاريخ الإمامة وظلمها.. كان واعياً بتاريخ اليمن وجغرافيته.. لم يكن حزبياً ولا تابعاً لأحد.. كان حزبه اليمن الكبير.. في داخله كتيبة ثوار وثكنة محاربين! في رأسهِ هديرُ بلاد وبين ضلوعهِ دمدمةُ شعبٍ وآهات جيل.. منذ سنتين لم أره! حتى رأيت هذه الصورة! يحمل بندقية وذخيرة والده.. هكذا قال في بيانه المعلن قُبيل استشهاده بساعات.. في بيانه الأخير قال رأيه فيما حدث ويحدث في دمت وقبلها حجور.. وحمّل المسؤولية على الإدارة السياسية والعسكرية بصراحة ووضوح.. خالص تعازينا للجمهورية اليمنية خالص تعازينا لمحافظة إب خالص تعازينا لبعدان خالص تعازينا لآل الدعيس لا أظنني سأبرأ من هذا الجرح!
د. خالد الرويشان
خالد الدعيس.. وداعاً 1581