;
رشاد الشرعبي
رشاد الشرعبي

عاصفة الحزم هبت مع رياح الأمل 846

2019-03-25 07:53:48

في ذلك اليوم، كنت في مدينة عدن، فاراً من ملاحقة الحوثيين التي بدأت- عقب دخولهم صنعاء في سبتمبر 2014- انسدت أمامي كل الطرق، حاولت التسلل إلى مدينتي تعز، وعدت من مدخل مدينة الحوطة بلحج حين أعادني مسلحون، وأمام نظري أطقم تابعة للحوثيين، كانت نهايتي معروفة لو وصلت بين أيديهم، قبلها بساعة كنت أتحدث لقناتي الحدث والعربية تلفونياً عن حاجة اليمنيين لتدخل أشقائهم العرب في مواجهة مليشيا إيران فرع اليمن. عدت إلى عدن محبطاً يائساً، أفكر بأطفالي في صنعاء المحتلة ووالدي في مدينة تعز التي رفض شبابها مرور كتائب الموت الحوثية إلى عدن والجنوب عموماً، لم أعد أهتم لنفسي وأنا على مقربة من المعارك الدائرة بين قوات الرئيس الشرعي/ عبدربه منصور هادي- رغم قلتها- وقوات المليشيا التي خرجت من معسكرات الأمن المركزي وبدر في عدن والمليشيات القادمة من صنعاء وصعدة لفرض انقلابها وإرادة إيران المتربصة باليمن ومحيطها الإقليمي العربي. قضيت بقية اليوم في غرفة الفندق وفضّلت إطفاء الأنوار، حتى منتصف الليل، حينما بدأت أصوات الطائرات تعلن عن شيء في سماء عدن، ظننت حينها أن الطائرات- التي قصفت في وقت سابق مقر الرئيس هادي في معاشيق- عادت لمهمتها القذرة، لم يحدث أي قصف في عدن، لكن زملاء وناشطين تحدثوا عن قصف في صنعاء، حينها بدأت روحي تنتفض ونبضات قلبي تتسارع لمعرفة ماذا يجري حتى أعلن من عاصمة العرب الأولى (الرياض) رسمياً عن انطلاق عاصفة الحزم التي كانت بمثابة محطة فاصلة لدي بين اليأس والإحباط والأمل والتفاؤل. لقد كانت عاصفة الحزم بمثابة عاصفة تقتلع جذور المشروع المركب، مشروع الإمامة الذي عانت منه اليمن على مدى ألف عام وعاود الحياة من جديد بعد أن قضى عليه اليمنيون قبل أكثر من نصف قرن، ومشروع إيران الذي أعلنته صراحة بأنها سيطرت على العاصمة العربية الرابعة (صنعاء) بعد بغداد ودمشق وبيروت، وظهر واضحاً من خلال الاتفاق على تسيير رحلات يومية بين صنعاء وطهران التي ليس بينهما تبادل مصالح تجارية أو مغتربين أو حتى سياح بحجم كبير لدرجة تخصيص رحلات يومية. قيل الكثير في عاصفة الحزم ومن بعدها عملية إعادة الأمل، لكنها كانت بمثابة إعادة الروح لنا كعرب وليس يمنيين فقط، أن لا زال في العرب خيراً مادام أن مملكة الخير في عافيتها ويقودها الملك سلمان بن عبدالعزيز، لم تهب رياحها عسكريا فقط، ولكنها جاءت بالكثير من المواقف والأداءات والدعم السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والإغاثي والإنساني ولا زال خيرها مستمرا كما وعد قادتها وسيستمر لإعادة الإعمار والأخذ بيد اليمن واليمنيين نحو التنمية واستعادة الدولة وبناء أجهزتها ومؤسساتها وتعزيز وحدتها واستقلالها وسيادتها. كانت عاصفة الحزم، بارقة أمل وسط ظلام الليل العربي الحالك، وأعلنت عن عهد جديد نتمنى أن يستمر، ويتم تجاوز العثرات ومعالجة الاختلالات أن وجدت، ومن الطبيعي وجودها، لأن البشر من المستحيل أن يصلوا بأفعالهم وأداءاتهم الإيجابية إلى درجة الكمال، لأن الكمال لله وحده. أربع سنوات من الفعل والإنجاز والمواجهة تنتظر المزيد ونحن ندلف العام الخامس والذي يستحق أن يكون عاما للحسم والقضاء على هذه الفئة الباغية التي وان كانت يمنية فإن معركتنا معها ليست فقط لما ترتكبه من جرائم في حق اليمن واليمنيين عجزت سجلات حقوق الإنسان عن حصرها، بل لسببين أراهما رئيسيين، الأول يتعلق بادعائها العنصري أنها سلالة اصطفاها الله لتتحكم بيمن العروبة ذات الامتداد الحضاري وتتملك أعناق وإرادة اليمنيين وتسعى لعودة الإمامة البائدة، والسبب الثاني ارتباطها بدولة أجنبية تستخدمهم كورقة لإيذاء العرب عامة وخاصة جيران اليمن والأشقاء الأقرب في أرض الحرمين ومملكة الخير. سيكون من المهم إنجاز أهداف عاصفة الحزم بعودة السلطة الشرعية ورئيسها وحكومته للعمل من أرض الوطن وعاصمته المؤقتة عدن والمساهمة في بناء مؤسسات الدولة اليمنية وفي مقدمتها جيشها الوطني وجهازها الأمني لتعود اليمن إلى سابق عهدها السعيد وتكون سندا للعرب عامة والجزيرة والخليج خاصة ويكون عضواً فاعلاً في محيطه الإقليمي العربي والإسلامي والمجتمع الدولي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد