واضحأان #تعز لن تكتب لها العافية في القريب العاجل.. فخوض السياسة فيها تدار بعقلية الطباين.. إن غابت الدولة صاحوا.. وإن تواجدت ناحوا. إذا غاب المحافظ قالوا وينه.. وإن تواجد قالوا مو عمل! لا نفع فيها محافظ ثوري ولا ناصري ولا مؤتمري ولا الذي عينه الحوثي. ضد سلطة الحوثي وضد بسط سلطة الشرعية. تعز عدد الناشطين فيها أكثر من عدد العاملين، وعدد المنتقدين يتزايد بتزايد عدد العاطلين. تتجنب الحديث عن أحداث تعز لأنك لا تستطيع أن تفهم ما الذي يحدث.. فالكل فيها يصرخ. في تعز عراك طفلين في حارة بسبب كرة قدم يتحول إلى قضية رأي عام والكل يحلل الحدث ويتبادل الناشطون فيها التهم. وفي نفس الوقت تجد فيها من يسكت عن من يمارس الإرهاب وينشأ المقابر الجماعية وينفذ الاغتيالات ويأوي القتلة ويصنف في قوائم الإرهاب المحلية والدولية ولكن عقلية الطبان السياسي تُوجِد له المدافعون والمناصرون. تعز داؤها ودواؤها من داخلها، وإن لم يصلح أبناؤها شأنها فالكل سيرثي حالها.. إن لم يترفع أبناؤها عن معاركهم الضيقة، فستضيق بهم تعز حتى الاختناق، وخوض القضايا الوطنية بعقلية الكيد السياسي وتسجيل النقاط سيؤدي لدمار هذه المدينة الذي ظلت قدوة للمدن الأخرى. قفوا بصف الدولة حتى ولو كانت رماداً.. قوانين الدولة- وإن كانت خاطئة- ممكن تعديلها، ولكن لا قانون لحكم العصابات. الفرد الذي تختلف معه اليوم في جهاز الدولة قد يُغير.. ولكن في حكم المليشيات لا تغيير إلا في طريقة موت الضحايا. لا يراد لهذه المدينة أن تستقر فإما أن تحكمها مليشيات تتبع صنعاء أو تظل تحت رحمة مليشيات تدار من عدن. ولكن تعز كبيرة سيختنق بها أصحاب المشاريع الصغيرة. ولن تحكمها الشعارات الخضراء ولا الرايات السوداء.. وحده علم اليمن سيرفرف فوق قلاعها.
محمد الربع
تعز... الوقوف بصف الدولة 946