يصر بعض إخواننا في قيادة الشرعية إلا أن يقنعونا أنهم باتوا يمارسون منهجية مناطقية تجاه كل ماهو شمالي.. اعتقدنا أن بعض الممارسات تأتي في سياق خصومات سياسية، لكن يبدو أنها باتت- في سياق منهجية- تدفع بالشرعية نحو نفق أشد ظلاميةً مما نحن فيه.. مدير أمن مأرب العميد/ عبدالملك المداني، ومعه كل القيادات الأمنية.. استطاعوا- بتضحيات الأبطال من أبناء الأمن وتعاون المواطنين- أن يجعلوا من مأرب نموذجاً للمحافظة الأكثر استقراراً من حيث الجانب الأمني بلا منازع.. لكن للأسف تفاجأت حين وجدت الفارق الكبير والغير منطقي في الاستحقاق والحقوق والإمكانيات بين ما يعطى للمحافظات الجنوبية ومحافظتي مأرب والجوف.. فشلال شايع- النموذج الكارثي الذي شكت منه الحكومة إلى مجلس الأمن- يتمتع بمزايا لا يُمنح منها لقيادة إدارة أمن مأرب حتى ١٠٪.. شلال شايع صُرفت له ثلاث سيارات مدرعة اثنتان من الحكومة الشرعية، وصُرف له ما يقارب خمسين طقماً من الحكومة الشرعية، تحصّل هو وجميع أفراد أسرته على جوازات دبلوماسية دون عناء، يستلم اعتمادات شخصية من الرئاسة والحكومة، أما التحالف فلا نريد ذكره لأن في ذلك شبهة.. الأمر الذي أريد إيجازه بأن مأرب- التي تبعد عاصمة المحافظة ٣٠ كيلو متراً من جبهة القتال مع الحوثة- تحقق من الجانب الأمني ما عجز عنه شلال شايع ومعه إمكانيات دولة.. لكن التمييز- الذي تمارسه الحكومة والرئاسة- أمر مخجل ويدعو للاشمئزاز من حالة المناطقية في التعامل مع محافظات الشمال والجنوب.. حتى على مستوى الجوازات الدبلوماسية.. مدير الأمن الجنوبي يأتيه الجواز الدبلوماسي حَبوَة.. ومدير الأمن الشمالي حتى الخاص لا يحصل عليه بالساهل..؟ تحية إجلال وإكبار لكل قيادات الأمن في مأرب ولمدير الأمن، خاصة الذي استطاع بأخلاقه الأكثر من رائعة، أن يحوّل كل ساكني مدينة مأرب جنوداً ساهرة وحامية للأمن مع جميع أجهزة الأمن.. هنا سر النجاع، فالابتسامة تصنع في المواطن ما تعجز عنه إمكانيات دولة..
سيف محمد الحاضري
مأرب.. نموذج في نجاح الأمن بلا منازع 1260