أربع سنوات من الخراب والدمار في الأرض والإنسان تحت عنوان استعادة الشرعية، أربع سنوات من المرارة والمعاناة عاشها أبناء اليمن ولايزالون، وكل ذلك تحت مسمى استعادة الشرعية في اليمن. وهو الشعار الذي رفعتموه، فماذا حصل بعد هذه المدة.. أخبرونا بالله عليكم؟ لقد أبقيتم (الشرعية) في فنادقكم وازدادت البلاد تمزقاً وتشرذماً، وازداد النسيج الاجتماعي تفسخاً وتفككاً وازداد الناس جوعاً وفقراً وقهراً وشعوراً بالغدر والخيانة!!.. أوجدتم المليشيات وشجعتم النعرات المختلفة. وعملتم على استمرار العداوة بين المكونات.. أوجدتم قنوات وكتاباً يجمّلون كل قبيح ويقبّحون كل جميل!! لقد حضرتم أنتم وغيّبتم (الشرعية). وبدلاً من المطالبة باستعادة الشرعية، أصبح اليمنيون يطالبون باستعادة المطارات والموانئ والجزر وحقول النفط وكلما وضع التحالف يده عليه في بلادنا!.. لقد توهم الكثير من اليمنيين أنكم ستلقون عليهم بقميص (يوسف). غير أنهم- وبعد أريع سنوات- لم يجدوا ريح يوسف بل وجدوا فعل إخوته.. وتوهم البعض الآخر أنكم ستلقون بعصا موسى ولكنكم أحضرتم السحرة وغيبتم العصا! أخبرونا إلى أي نقطة تريدون إيصال اليمن إليها؟.. عليكم أن تدركوا حقيقة واحدة ويجب أن تكون راسخة في أذهانكم وهي أن النقطة التي تريدون إيصال اليمن إليها ستكون هي نفس النقطة التي ستصل بلادكم إليها. إعلموا كذلك أن التاريخ لن يقول: هكذا صنعت الإمارات في اليمن، بل سيقول هكذا صنعت السعودية في اليمن. فأنتم من وثق بكم الكثير من اليمنيين، وأنتم من ترتبطون مع اليمن بروابط عديدة لا حصر لها وليس الحدود المشتركة فقط. وأنتم من ترفعون علم التوحيد، وكلمة التوحيد تجمع ولا تفرّق، توفي ولا تغدر، تزرع الخير ولا تزرع الشر، وأنتم أصحاب التأثير الكبير في كل الأحداث وأنتم من مَنَّيتُم اليمنيين الأماني وفوق هذا كله أنتم من يقود ما يسمى بـ (التحالف في اليمن). هكذا سيدون التاريخ عناوينه وأنتم العنوان وما دون ذلك تفاصيل، وهكذا سيلقنها اليمنيون لأبنائهم وأحفادهم من بعدهم. فاكتبوا تاريخكم في اليمن كما تريدون فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة، أنما تزرعونه في اليمن ستحصدونه في بلادكم.. هكذا تقول عدالة السماء وهكذا تقول نواميس الكون وهكذا يقول التاريخ. فإن تمزقت اليمن وتقسمت فالدور قادم إليكم لا محالة ولا تقولون إن ذلك من المستحيل، فنحن ونحن ونحن. لا تقولوا ذلك فلقد كانت الدولة الأموية قوى دولة في العالم في عصرها، وامتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، ومع ذلك عشر سنوات فقط كانت هي الفاصلة بين معركة بلاط الشهداء التي خاضتها جيوشها الجرارة في جنوب فرنسا وعلى مسافة ليست ببعيدة عن العاصمة باريس وبين بداية انهيار تلك الدولة العظمى، وماهي إلا سبع سنوات بعد ذلك حتى كان الانهيار الكلي وأصبح أمراؤها ورجال الحكم فيها يطاردون في الشعاب والأودية ويلقون بأنفسهم في الأنهار..فهل كان يدور في خلدهم أن يحدث كل ذلك؟.. هناك سُنن خالفوها ولم يعملوا بها فاستحقوا تلك النهاية. بعد أربع سنوات من مسرحية حرب استعادة (الشرعية) أصبح مفهوماً للجميع أنكم لستم في وادي (شرعية أو انقلاب) ولا وحدة أو (انفصال)، بل إضعاف اليمن وتفكيكه ليبقى أكبر فترة ممكنة في وضع اللا دولة مع وجود (شرعية) هزيلة لا تملك من أمرها شيئاً وتأخذ مصروفها اليومي من خزانتكم.. توهمون كل طرف أن الأمور تسير لصالحه، بينما أنتم في الواقع تعملون في اليمن ما تتوهمون أنه لصالحكم.. قد تستطيعون خداع الجميع تحت مسمى (السياسة والدهاء) ولكنكم- حتماً- لا تستطيعون خداع الله جل جلاله، العالم بكل شيء والفعال لما يريد، وإرادة الله هي الغالبة وهي النافذة.. لذلك لن نقول" ارحمونا.. بل نقول ارحموا أنفسكم، فالديان لا يموت.
د.كمال البعداني
هذه هي الحقيقة أيتها الشقيقة 1417