;
إحسان الفقيه
إحسان الفقيه

هل صار علينا أن نحاكم الصحابة لكي يقال إننا نجدد الخطاب الإسلامي ..!! 2907

2019-03-13 12:34:20

*وهل صار على المسلم أن يمزّق قرآنه ليقال إنه يحسن التعايش مع الآخرين*..!! ابتداءً فإنني لست فقيهاً في علم العقيدة, ولكني أرى أن عبارة "تجديد الخطاب الإسلامي"، التي يتغنّى بها بعض السفلاء، هي تعبير مبطن عن الردة، فالإسلام ليس علبة "بيبسي كولا" تحتاج إلى إعادة تسويقها بطريقة مبتكرة. يبدو العنوان صادماً، ولكني تعمدت أن أستهل سطوري بسؤال لمدعيي الإسلام، الذين يرتلون مزامير تحسين صورة الإسلام وإعادة تجديد الخطاب الإسلامي!.. أقول لهؤلاء: هل يتجرأ أحد منكم أن يقول بأن أفكار الحاخام "عوفاديا يوسف" تشوّه اليهودية وعلى اليهود البراءة منه وتصحيح الخطاب..؟ عوفاديا يوسف الحاخام، يقول بالنص في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية: {إن اليهودي عندما يقتل مسلماً، فكأنما قتل ثعبانا أو حشرة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاًّ من الثعبان أو الحشرة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان، أمر طبيعي أن يحدث...!!؟}.. ثم عاد الحاخام وظهر على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي وأعاد كلامه مع تأصيله من وجهة النظر اليهودية، زاعماً أن الدين اليهودي يحث على التخلص من كل من يسكن فلسطين، وأنه جاء في التلمود: "إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك، ورجالها عبيداً لك أو قتلى مع أطفالهم".. وهذا الحاخام اليهودي "إسحاق شابيرا" أصدر كتاب "توراة الملك"، ودعا خلاله إلى قتل حتى الأطفال الرضع من العرب لأنهم يشكلون خطراً على إسرائيل!.. أتحدى أن يستنكر أحد من الحكام أو الفقهاء أو قطيع المثقفين- أهل موشح التطرف يشوه صورة الإسلام- فينبسوا بحرف وأن يطالبوا اليهود بمراجعة التلمود أو فتاوى الحاخامات، وأنتم تعرفون أنهم لم ولن يتجرأوا، لأنهم يدركون تماماً أن من يطلب ذلك فإن اليهود سيقطعون رأسه.. فالكل يتسابق لكسب الود والرضا، فيصمت صاغراً، ولكنهم يظهرون مهاراتهم في تجديد الخطاب الإسلامي (المستند على كتاب الله وصحيح الحديث النبوي) بزعمهم. أما جرائم الأوروبيين، التي ارتكبوها باسم الرب، فهي لم ولن تشوّه صورة المسيحية، ولم نقل يوماً إن دينهم دين إرهاب، لأن تلك التهمة ماركة مسجلة باسمنا فقط نحن المسلمين، فلم يتجرأ أحد أن يذكر، ولو همساً، بان القس "لاس كاساس" كان أكبر النَخّاسين فى عصره، وهو الذي كان يقود تُجار الرقيق الذين قاموا بخطف وترحيل ما بين 15 إلى 40 مليوناً من الأفارقة، حيث تم بيعهم كعبيد، وكان يصاحب كل سـفينة قسيس ليقوم بتنصير العبيد مقابل مبلغ مالى يتقاضاه عن كل رأس. ولكن الكل يتسابق ليكتب عن كذبة مزعومة يقصد منها تشويه الإسلام. هل يتجرأ أحد أن يكتب حرفاً عن البابا "يوجينياس الرابع"، الذي أعلن رعايته لحملات الاستعباد التى يقوم بها الملك هنرى فى أفريقيا!! وفى الفترة من 1450 حتى 1460، عقد البابا نكولا الخامس وكالكاتاس الثالث صفقة لاسترقاق الأفارقة مقابل "تعميد" -تنصير- العبيد ودفع 300 كراون للكنيسة عن كل رأس، بل أرسل أحد الأساقفة سفينة لحسابه فى إحدى الحملات لاصطياد العبيد باسم الرب. وإذا كان الإسلام انتشر بحد السيف (كما زعموا)، فإن المسيحية انتشرت عن طريق الإبادة الجماعية باسم الرب، ولم يجرؤ أحد أن يدعي بأن ذلك شوّه المسيحية، ولم نصفها بالإرهاب عندما تم تخفيض عدد سكان المكسيك من 30 مليوناً إلى 3 ملايين خلال 20 عاماً فقط، ولكن عندما يصرخ طفل من الجوع يتبارى أهل التحضّر المزيف لمحاكمة التراث الإسلامي. لم تتشوه المسيحية بدعوة بوش، الذي وقف وأعلن أنها حرب صليبية، فغزا العراق ليحصد أربعة ملايين ضحية، ولكن إسلامنا يجب أن يحاكم ونحرق كتبه لتجفيف منابع التطرف..!! ولم نتهم المسيحية بالإرهاب يوم وقف البابا "أوربان الثاني" ليشعل شرارة الحروب الصليبية التي حصدت أرواح الملايين. لم نسمع أحداً تحدث عن الهندوس والهندوسية وقد بلغ عدد ضحايا العبودية الحديثة في الهند لوحدها الـ 14 مليون شخص وفق مؤسسة "ووك فري فاونديشن" ولم نسمع أحد طالب بتصحيح الهندوسية، ولكن علينا أن نحاكم الإسلام لأنه منع المثليين من ممارسة الدعارة؟!. علينا أن نحاكم الإسلام بأفعال داعش (التي تم صنعها بأعين أعداء الإسلام)، ولكن لا يجرؤ أحد أن يعترض، فيطالب بتحالف ضد بريطانيا التي يوجد فيها اليوم وأقول اليوم 11 ألفا و700 ضحية لأشكال العبودية الجنسية الإجبارية في شبكات الدعارة، والإتجار بالأعضاء البشرية وبعض آلاف من الضحايا مراهقون وأطفال ولدوا في بريطانيا.. الهوان الذي نعيشه لم يكن نتيجة ضعفاً ولكن دياثة بني جلدتنا هي التي جعلت زنادقة الأرض يجتمعون على الأمة، كما تجتمع الغربان على جثة ميتة، وكما تجتمع الضباع على فريستها. ولأننا ضعفاء فإن الضعيف عليه أن يدفع الثمن، وتزداد الفجيعة عندما تعرفون أن التنازلات التي تمس العقيدة لا ولن تنتهي. فقد سمعت أحدهم يقول إن محمدا كان دكتاتوراً عندما أمر بإزالة الأصنام من حول الكعبة، فتسبب في إلغاء الآخر ومنع التعددية وحرية الرأي...!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد