;
حسين الصوفي
حسين الصوفي

شرعية الشعب 991

2019-03-11 20:21:59

منذ أربع سنوات فشل مجلس النواب في أن يعقد جلسة له ويلملم شتاته، فشل أو أُفشِل، النتيجة واحدة أننا بقينا كشعب رهناً لقرارات بطيئة وهشة ومترهلة لقادة عاجزين وعجزة، أو بالأصح بقي القرار السياسي للبلاد مرتهناً لحسابات لا تنتمي لأوجاعنا ولا تنطلق من خطورة المرحلة التي نعيشها والتي تهدد وجود اليمن أرضاً وإنساناً. وفشل البرلمان امتداد لفشل الأداء السياسي للرئاسة والحكومات المتعاقبة، لقد بقي شعبنا بلا ظهير ولا قيادة حقيقية تعمل على انتشال البلاد من هذه المؤامرات والأطماع والمتاجرة الدولية والإقليمية.. وحدهم اليمنيون مخذولون يتقلبون في جحيم العبث المليشاوي الطائفي أو الذي يعمل بكل وسعه لتطييف اليمن وتفخيخ مستقبله بوحشية وانتقام من اليمنيين "الحميريين" حسب تأكيد قادة عصابة المليشيات الحوثية منذ أول يوم الانقلاب في أيلول الأسود. دفع اليمنيون ثمناً باهظاً جراء ترهل القيادة وذوبان حكوماتها في هموم الجيران وحسابات دولية بعيدة كل البعد عن الحسابات الوطنية وقضايا اليمن الكبرى، باتت بلادنا ترزح في فراغ قيادي حقيقي وانعكاس ذلك خطير للغاية ويمثل تهديدا وجودياً للذات اليمنية والهوية الوطنية وقبل ذلك للإنسان والتراب الوطني. ما حدث ويحدث في حجور ليس مؤشراً لهذا التيه، أو لتحديد المشكلة بشكل أدق لهذا الفراغ القيادي، بل آخر جرس إنذار يمكننا أن نحترم الدماء الساخنة التي لا تزال تنزف حتى اللحظة هناك في الأرض الطاهرة التي هي امتداد لنخوة اليمني الشهم الذي لا يقبل الضيم ولا يستكين ولا يستسلم ومستعد للدفاع عن وطنه وكرامته وشرفه وعرضه بدمه وبيته وأبناءه وكل غالي ونفس ونفيس. الإنذار الأخير القادم من حجور اللحظة يأتي ترجمة لأنين نحو مائة وخمسة وثلاثين بطلاً قتل تحت التعذيب في سجون مليشيا إرهابية تحظى بدعم دولي وأممي واضح للعيان، ووسط غباء وقلة مسؤولية وضعف في الانتماء لهذا الوجع من قبل من تصدر المشهد السياسي كمظلة لأبناء الأرض في وطن جريح مبتلى بكثير من المخاطر وكثير من الأعداء وكثير من الدمى تحمل ألقاباً رسمية عليا وعقولاً وأجساداً مغيبة عن الأرض والوطن تربة وهماً. فشل قادة الشرعية في إنقاذ البلاد، فشلوا حتى في الحفاظ على مسار التفاوض السياسي ومحدداته الثلاث، أو ما عرفت بالمرجعيات الثلاث، وما أسوأ ما تقرأه وتسمع من تصريحات المعنيين وقد بدت أحلامهم قصيرة وعاجزة ومبتورة في المربع الذي رسمه لهم غريفث، طموح المفاوض السياسي بات حول ميناء الحديدة فحسب وهذا مثال واحد ونموذج من التيه والشتات حتى في التصريحات، ناهيك عن الغياب الكلي من الحضور والالتحام بالشعب وهمومه. اليمن اليوم- وفي هذه اللحظة- أشبه بناقلة كبيرة عثرت في مجرى سيول جارفة، وهناك بالون ربطوه في رأسه لإنقاذه، فهل يستطيع البالون انتشال ناقلة غارقة وتتهاوى؟! علقنا آمالنا على مسميات ودفعنا الثمن ولا نزال، وسنظل، إن لم نجمع شتاتنا ونتفق على كيان جديد من رحم الوجع الكبير الذي نعيشه. ماذا لو تم تشكيل مجلس وطني أو جمعية قومية لليمنيين في الداخل تمثل كل محافظة فيها بعشرين أو ثلاثين فدائياً من ذوي الرأي والمشورة ويضعون مسودة بأولويات بلادنا العاجلة والتي تعتبر مسألة حياة أو موت، ويستندون إلى الشرعية الشعبية وشرعية المرحلة الخطيرة التي لن يسامحنا التاريخ ولا أرواح الشهداء لو ظللنا نتفرج على بلادنا وهي تغرق في الموت والسقوط المريع. ربما حانت اللحظة لتجاوز كل الأوهام وإعادة ترتيب صفنا الجمهوري والانطلاق من الهم الوطني الصرف والطارئ، ربما أن اللحظة أيضا مواتية وقد زالت الغشاوات كلها وتمزقت كل الأغطية عن أعيننا وبقينا جميعنا وجها لوجه أمام هذا التحدي الوجودي والنفس الأخير لنا ولوطننا. لا نحتاج أن نغرق في تفاصيل كثيرة ولكننا بحاجة إلى كيان جديد من الشعب وإلى الشعب ولن يعدم اليمنيون صيغة ولا وسيلة لإنقاذ بلدهم.. هذه هي الحقيقة وهنا مكمن الداء وحيث الوجع، فتضحيات شعبنا الجسورة والجسيمة والعظيمة الأسطورية تقول بوضوح إننا شعب حر كريم بطل استثنائي تنقصنا قيادة فدائية استثنائية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد