عام ٢٠١٣م و٢٠١٤م كنا نخسر لأن الناس بالمجمل لم يكونوا يقاتلون، لم يكونوا قد آمنوا بحتميّة المواجهة، فكانت الخسارة طبيعية، ولكن اليوم شبابنا من الإصلاحيين والسلفيين والناصريين والاشتراكيين وحتى من المؤتمريين مؤخراً والمواطنين اللا منتمين لحزب ولا جماعة، كل هؤلاء يقدمون التضحيات ويموت منهم خيرة الرجال، ومع ذلك تذهب كثير من تلك التضحيات هدراً، دون تحقيق هدف استراتيجي، دون أفق، دون يقين أو ثقة باستمرارية المعركة حتى يتحقق ما قدّم الشهداء من أجله رقابهم وأرواحهم.. لماذا؟ لأن المعركة ليس لها ضابط موحّد ولا قيادة معلومة مرئية ملتحمة روحاً وعقيدةً مع رجال الميدان؟ لأن المرابطين- وهم في مواقع الفداء- يتخوفون من انهيار قيادتهم أمام تقرير ناشطة أجنبية أو تصريح مسئول في دولة وراء البحار، لأنه ليس هناك قائد يطلع على جنوده وشعبه ويقول لهم أعاهدكم الله أن دماءكم لن تذهب هدراً، لأنه لا يوجد قيادة تربط ميادين الفداء ببعضها بحيث يشعر المقاتل في نهم أن ظهره محروس ببندقية المقاتل في الحديدة، لأن الأجندات اللئيمة هي التي تتفاعل وتتحرك وتتسلل كالثعابين من دهاليز الساسة الأوباش إلى معنويات المرابطين. لأن القيادة فارغة من كل شيء، فارغةٌ من الروح، فارغةٌ من العقل والضمير واللغة والجمهورية والثورة والمبادئ والمعنويات والأدبيات وكل ما هو مطلوبٌ في هذه المعركة. هذه القيادة جثة هامدة وقد تحولت الجثة إلى جيفة ووالله إن روائحها قد وصلت إلى كل بيت يمني وكل مترس مقاتل وكل ميتمٍ في بيت شهيد.
غائب حواس
معركة بلا ضابط 869