بصراحة، وبما أن الطيران يقصف في القمامة غرب العبيسة، فإن العبيسة بهذا تكون في يد الحوثيين بعد أن أسقط المنصورة والقيم بالأمس. وبصراحة أكثر فإن هذا الانتصار ليس انتصاراً للحوثي وإنما للحزب الاشتراكي في حجة.. قبل أن تشتموني وتصنفوني أيها الرفاق، دعوني أخبركم أنني تلقيت الشتائم والتصنيف هذا الشهر من كل زملائكم في اللقاء المشترك، ومن ياسين سعيد نعمان، ومن مؤتمر حجة، ومع ذلك نتكلم ونصبر لأن الحقيقة مرة وثقيلة. لقد حاول الحوثي لأكثر من شهر أن يدخل العبيسة من الشرق، لكنه لم يستطع إحراز أي نصر يذكر، رغم الخيانات التي تبوء بالخيبة مع انكسار كل زحف، وعندما يأس من دخول العبيسة من الشرق، قام خالد القاضي- سكرتير أول الحزب الاشتراكي وعضو لجنته المركزية- بإدخال المقاتلين الحوثيين من الغرب.. دعوني أشرح لكم وبلا حرج من الهزيمة ولا خجل منكم أو خوف من لعناتكم. خالد القاضي- شيخ من مشائخ كشر- تزعم الحزب الاشتراكي في المديرية بالوراثة بعد موت أبيه.. وبعد انقلاب الحوثي نصّبه مشرف الحوثي في حجة سكرتيرا أولا لمنظمة الحزب بالمحافظة ورئيسا للجنة الثورية في كشر.. مفارقة للإذلال، زعيم حزب بالمحافظة ورئيس ثورية الميليشيا على مديرية!. طوال سنوات الانقلاب.. اشتغل القاضي مع الميليشيا وقاتل وحشّد واستقطب مشائخ وأفراداّ، ومع بداية الحرب على كشر كان الحوثي يهاجم من الشرق والقاضي يقطع الطريق من الغرب ويضع النقاط الأمنية في الطريق بين عاهم وسودين التي هي منطقة القاضي. يقع وادي سودين أسفل العبيسة من الغرب، من هذا الوادي دخل الحوثي إلى بني شهر ومنها إلى قرية النامرة التي فجّر كل بيوت أهلها بني جبهان، ومن النامرة صعد إلى حصن وجبل المنصورة، ومن هناك أطلق النار على ظهر المقاومة التي تصد زحوفاته القادمة من الشرق، وبسيطرته على المنصورة أصبحت العبيسة مكشوفة وتحت السيطرة النارية.. حاول الأحرار استعادة الجبل ودحروه من القمة، لكنه ما لبث أن عاد إليه تحت غطاء من نار وبجحفل من العبيد. وبهذا ومن هنا تقدم إلى العبيسة وحاصرها وأسقط موقع الحديتين والقيم قرى بني جحاف الهاشمي، وهو اليوم يحاصر الأحرار في الدرب ويتحرك من الغرب محروساً برأس المال لماركس ونظريات البلوتاريا، ولا أدري إن كنت كتبتها صحيحة أو لا، لكنها تشبه البولهارسيا. والأهم.. بإمكان الشباب تغيير المعادلة وصنع المفاجأة في الساعات القادمة، والعبيسة جبل واحد في كشر لم يدخله الحوثي بالقوة بل بالخيانة، وإذا كانت السيطرة على جبل في شهرين انتصاراً، فسوف يحتاج لعشر سنوات حتى يسيطر على كل جبال كشر. لازالت الجبهات الأخرى مشتعلة وثابتة وبعيدة عن الخيانات والاشتراكي. المهم هذه شهادة لله ولليمن ومن ساءه ما قلت فليشتم كما يريد..
عامر السعيدي
كشر لازالت صامدة رغم خيانة الرفاق 1007