الحرب المستعرة الظالمة الناتجة عن عدوان عصابة يقودها مجموعة من العنصريين ومصاصي الدماء وخريجي السجون يساعدهم ذوو مصالح آنية، وباستخدام بسطاء يتم جمعهم وسوقهم لممارسة القتل والتنكيل. يقابل ذلك دفاع رجال سيكتب عنهم التاريخ أنهم لم يهنوا ولم يستكينوا، سواء عاشوا أعزاء، أم ماتوا رافعي رؤوسهم في عزة دون غرور، ورغبة في السلام دون جبن أو خوار. هذه الحرب الظالمة ليست كما يروج لها فاعلوها بأنها لفرض هيبة (الدولة) على رأيهم، وسبق أن تحدثنا عن جذورها، وهناك ما سنضيفه لاحقا... هذه حرب تُشن لخدمة مشروع سلالي عنصري متخلف، وهي جزء من سلسلة الحروب التي شنتها المليشيا منذ عام 2004 حتى الآن وستتبعها حروب، وقد حذرنا من الحرب الأخيرة في كشر قبل أن تقع، وذكرنا أنها ستكون وبالا على الجميع، ولن تكون نزهة لطرف، ودمار لآخر، بل إنها ستكون مدمرة للجميع، ودعونا للتعقل وعدم إشعالها. دعواتنا تلك، ودعوات أبناء المديرية العقلاء قُوبلت بتعنت وعنجهية وغرور وإصرار على إشعال الحرب، وهو أمر طبيعي؛ فعقليات المليشياويين لا تريد سوى الحرب مجالا لممارسة هوايتها وهواية أفرادها الذين يتم تدريبهم وإعدادهم وتحشيدهم من أبناء القبائل البسطاء خصيصا لغرض القتل. تلك العقليات لا تعرف السلام، ولا الحب ولا التعايش ولا الهدوء والسكينة؛ فتلك كلها مصطلحات ومفاهيم ليست موجودة في قواميسها، ولا ترد على ألسنتهم، ولا في مجالسهم العامة، ولا اجتماعاتهم (السلالية الخاصة). تلك الحرب الظالمة لها تبعات عانى ويعاني منها أبناء مديرية كشر البالغ عددهم ما يقارب مائة وعشرين ألف نسمة- بالتحديد 137000 نسمة وفقا للإسقاطات السكانية. وللأسف فهناك من لا يعرف شيئا عن ما يجري، أو يعرف لكنه لا يشعر بمسؤولية، أو أنه لا يقوم بشيء تجاه هذه المأساة الإنسانية المروعة، ومنهم من يتفاعل معنا، ويمنح ناشطينا ورجال حجور /كشر- يمنحهم- كلمات المدح والإطراء والإعجاب بلسانه، أو بلوحة مفاتيح هاتفه(like). ولكي لا نظلم فإن هناك من يعمل في السر وفي العلن، ونشعر به، ونعرف بعضا من هؤلاء. لكن بالمحصلة مديرية كشر تدمر، ويقتل أبناؤها، ويشرد أطفالها ونساؤها وشيوخها ومرضاها في العراء بدون مأوى ولا خدمات... وهنا أود أن ألخص بعضا مما يجب عمله راجيا أن يقوم كل من بيده فعل شيء بما يلزم القيام به وبشكل عاجل جدا: على الشرعية وحكومتنا أن يعطوا المديرية حقها من الاهتمام، وبالتنسيق مع التحالف العربي والتحالف العربي، ويعكونها الأولوية، ويعجلون بترتيب وتوفير ما يلي: ١- سرعة فك الحصار عن المديرية، وتوفير الدعم العسكري اللازم، وتفصيل ذلك مهمتكم. ٢- توفير الدعم اللازم للمديرية في الجوانب العسكرية والصحية، والمواد التموينية، سواء من الحكومة نفسها، أو من التحالف العربي. ٣- مخاطبة الأمم المتحدة بإرغام مليشيا الموت بفتح ممرات آمنة للمدنيين من يريد منهم المغادرة، وتوفير المواد الغذائية الأساسية وإدخالها لمن بقي داخل المديرية. ٤- اعتماد المدافعين عن المديرية ضمن قوام الجيش الوطني، وأؤكد على الجيش الوطني، وليس مليشيات...( أطمنكم أن هذا الأمر قد تمت الموافقة عليه قبل أكثر من ثلاثة أسابيع؛ حيث وعد رئيس هيئة الأركان بذلك، كما وعد دولة رئيس الوزراء خيرا في هذا الجانب، ولم أرغب في الحديث عن ذلك على العام). ٥- سرعة صرف مرتبات مديريتيّ كشر وقارة حسب توجيهات دولة رئيس الوزراء. ٦- تكليف اللجنة العليا للإغاثة بوضع وتنفيذ إغاثة عاجلة لمديرية كشر، والتنسيق مع الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، والمنظمات المعنية بتحديد مراكز إيواء للنازحين المشردين، وتوفير المتطلبات الأساسية اللازمة لحياتهم وتعليمهم وتطبيبهم... ٧- مخاطبة المنظمات العاملة في اليمن وتوضيح ما تعانيه المديرية، وجعلها أولوية عاجلة لعملها. ٨- (تنبيه) و(تذكير) معالي وزير الخارجية أن مديرية كشر تعاني حربا ظالمة، وتكليفه بتوجيه خطاب رسمي للأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، والدول الراعية للعملية السياسية، يتضمن الحرب الهمجية التي شنتها المليشيا ضد مديرية كشر، وما تبعها من وضع إنساني بالغ الصعوبة والتعقيد. ٩- أن تقوم وزارة حقوق الإنسان بدورها، وتوضح للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية ما يجري في مديرية كشر من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، لتمارس دورها في رصد وتوثيق الجرائم التي تمارسها المليشيا ضد أبناء مديرية كشر.
د.علي عرجاش
ما الذي تحتاجه حجور/ مديرية كشر؟ 997