اليمنيّون ينشدون دولة توصل لهم مشروعات البُنى التحتية لكل قرية؛ فجاءت المليشيا وأوصلت الموت والآلام والتشرد والنزوح لكل قرية، بل إن كل فرد ذاق ويلاتهم. اليمنيون ينشدون مشاريع حياة، والمليشيا أتت لهم بمشاريع موت مدعومة بمقابر فيها أشجار زينة متسلقة. اليمنيون ينشدون حياة عصريّة تتناسب مع تغيرات العصر وحداثته، فعادت المليشيا باليمنيين لعصر الإمامة. اليمنيون ينشدون أن يُحكموا بالديمقراطية، فجاءت المليشيا لتكرس الثيوقراطية. اليمنيون يحلمون بإنهاء النزاعات وحل الخلافات بالقانون وعبر أجهزة الشرطة ومؤسسات القضاء، فأتت لهم المليشيا بالمشرفين! يتطلع اليمنيون إلى أن يتعلم أبناؤهم مهارات القرن الواحد والعشرين، وجاءت المليشيا لتعلمهم مهارات القنص والمواجهات المسلحة. اليمنيون ينشدون دولة ترعى الجميع، وتساوي بين الجميع أمام القانون؛ فجاءت المليشيا لإثارة مشاعرهم من خلال ادعاء الاصطفاء الإلهي، وأنهم خلق يجب تمييزهم في كل شيء. يحلم اليمنيون أن يخرجوا مع أسرهم في سياحة داخلية وخارجية ليستمتعوا بمناظر بلادهم الخلابة ويتعرفوا على ثقافات العالم وحضاراتهم، فأتت المليشيا لتعرفهم بجبال وعرة قاسية لم يكن يصعدها أحد من قبل. ينشد اليمنيون الإخاء والتعايش وحب بعضهم البعض، فأتت المليشيا لتمزق نسيجهم الاجتماعي وتدخلهم في دائرة الصراعات والثارات والحروب. يتمنى اليمنيون أن يصحوا من الصباح على رسائل مودة وتهانٍ بالمناسبات الوطنية والدينية والأفراح والمسرات، فجاءت المليشيا وجعلتهم يصحون على التعازي بالجملة، وينامون عليها. الباقي عليكم..
د.علي عرجاش
أحلام اليمنيين والمليشيا المسلحة 897