لا عجب حين ينتقد زعيم العنصرية والأب الروحي لها في اليمن 'عبد الملك الحوثي' في خطابه بالأمس العنصرية ويحذر من خطورتها في تفكيك النسيج المجتمعي.. أقول لا عجب، فهو لا يستحي، وإلا كيف يتحدث عن العنصرية في خطاب له بمناسبة طائفية وعنصرية، وهل كل خطاباته طوال السنوات الماضية إلا خطابات طائفية وعنصرية؟؟!! وهل الفعاليات التي أحياها الحوثة منذ دخولهم صنعاء حتى اليوم إلا فعاليات طائفية وعنصرية وعرقية، 'فعالية يوم الغدير'، و'فعاليات استشهاد علي والحسين وزيد'، ويوم أمس كان خطابه في فعالية عنصرية؟؟!! نحن لا نحتقرقهم آل البيت، فرضوان الله عليهم، لكن الحوثة طبعوهم بدمغات مذهبية، ويستغلونهم سياسياً ويشوهونهم طائفياً، فهل كانوا آل البيت طائفيين وعنصريين؟؟!!، ألم يتبرأ الإمام زيد من الذين طالبوه بسب الخلفاء الراشدين، وسماهم الرافضة، وظل هذا الإسم ملاصقا لهم حتى اليوم؟؟!! يقول عبد الملك الحوثي إن 'إثارة النعرات العنصرية سلوك جاهلي لا علاقة له بالإسلام' العدناني القحطاني الهاشمي 'عمل شيطاني'. طيب، فمن الذي يثير هذه النعرات؟؟!!، من الذي جعل كافة اليمنيين يهود وبدون عزة وشرف وكرامة؟؟!!، ومن الذي يصف اليمنيين الرافضين لحكم الكهنوت بالمنافقين والعملاء والمرتزقة؟؟!! ومن الذي يسمي أبناء تعز والبيضاء وحجور بالدواعش والتكفيريين؟؟!! هاتوا لي خطاباً وطنياَ واحداً 'لعبد الملك الحوثي'، خطاباً مثلاً عن عيد الوحدة، أو عن مناسبة ثورة 26 سبتمبر، أو ثورة 14 اكتوبر، أو عن عيد الأم أو عيد الحب ! هاتوا لي خطاباً واحداً يدعو فيه إلى التسامح والتصالح والحب والسلام، ولا يهدد فيه ولا يرعد ولا يزبد ! هاتوا خطاباً واحداً يحفز فيه على التعليم ويدعو فيه إلى قبول الآخر والشراكة وأن الوطن للجميع، وأن الهوية اليمنية هي هوية الجميع، ولا قبول لأية هوية سلالية أو مناطقية أو طائفية تهدد الهوية اليمنية.. أبداً، لا يوجد من هذا الكلام شيء، فكل خطاباته طائفية وسلالية وتحريضية على الموت والخراب والانتقام واستمرار الحرب إلى يوم القيامة.. الحوثي الكهنوتي الإمامي، ما جاء من صعدة إلى صنعاء على جناح حمامة السلام، وما جاء إلى تعز وبقية المحافظات على ظهر صناديق الاقتراع، وإنما على ظهر الدبابات والعربات والصواريخ.. الحوثي، ما جاء، ليبني المدارس والجامعات والمستشفيات ويرفع المرتبات ويحسن الخدمات، وإنما جاء ليهدم ويدمّر ما بني خلال نصف قرن، جاء ليصادر المرتبات، ويقضي على الخدمات، ويبني المقابر، ويفجر المنازل ودور العلم والعبادة.. هذا هو الحوثي العنصري السلالي الذي يخطب عن العنصرية ويحذر منها، وهو يمارسها عمليا في الميدان، فالعالم الحوثي عنصري والأكاديمي الحوثي عنصري، والفنان الحوثي عنصري، فهل سمعتم صلاح الأخفش الفنان الرقيق وهو يغني أغنية 'والسيد يبقى سيد'، وحتى المرأة الحوثية تخلت عن رقة الأنثى ولطافتها وتحولت إلى متوحشة وعنصرية، تحمل السلاح وتقتحم المنازل، وتمارس أسوأ الأدوار.. هذا هو الحوثي الأب الروحي للعنصرية يتحدث عن العنصرية وينتقدها، فلا عجب.
هناء صالح
الأب الروحي للعنصرية ينتقد العنصرية.. 1121