;
د. علي باجريدة
د. علي باجريدة

المنطقة الأولى.. مالها وما عليها. 727

2019-02-27 08:04:20

كانت ولا زالت المنطقة الأولى في سيئون مثار جدل وحديث إعلام وفاكهة مجالس، ولأن ذاكرة الشعوب مثقوبة فيفترض بنا العودة إلى الوراء لعشر سنوات أو أكثر قليلاً حتى نقوم بعملية تقييم شاملة نستخلص منها حكماً يصلح للتداول. ففي عام ٢٠٠٧م وحتى ٢٠١١م كانت النقاط المنتشرة على طول الخط من قسم وحتى القطن وحتى المكلا كانت تابعة لقوات الأمن العام ضمن ما عرف حينها بخطة الانتشار الأمني. بدأت في تلك الفترة عمليات استهداف النقاط العسكرية من قبل الإرهابيين وكان ضحيتها جنود جلهم من أبناء شمال الوطن، لم يكن المواطن يكترث كثيراً بتلك العمليات، كون الضحايا من أماكن بعيدة لا تصل إلى مسامعنا هنا أصوات بكائهم. حتى جاءت أحداث ٢٠١١م وانسحبت قوات الأمن من كل النقاط على طول وادي حضرموت، وأصبح هناك فراغ أمني خطير سمح للقاعدة بالتحرك واستخدام الطرق ذهاباً وعودة حتى تم السيطرة على النقاط من جديد من قبل قوات المنطقة الأولى وكان جلهم إن لم يكونوا كلهم من أبناء شمال الوطن، وتعرضوا للاستهداف والضرب وعمليات انتحارية وراح فيها المئات منهم، فنقطة بحيرة لوحدها كانت حصتها ٧٢ شهيداً كلهم من شمال الوطن، لم نسمع منهم حتى كلمة آه، صبروا وواصلوا عملهم في خدمة الوطن. ولعل الجميع بذكر ليلة استهداف مدينة سيئون من قبل مجاميع كبيرة من القاعدة، فاستبسلت كتيبة البنك المركزي والدوائر الحكومية بسيئون ومعها كتيبتان في المنطقة الأولى حافظت على مركز القيادة ومحيط المنطقة والذي لو نجح الإرهاب في إسقاطه لسقطت سيئون كما سقطت المكلا، لم نكلّف أنفسنا حتى للسؤال عن عدد شهداءهم والذين كان على رأسهم قائد الكتيبة التي دافعت عن قلب الوادي وشريانه "البنك ومقر السلطة المحلية بالوادي" وهو من أبناء مأرب، ومعه العشرات من الشهداء الذين سطروا ملحمة بطولية كتبوها بدمائهم وحافظوا على ما تحت أيديهم. وبعد أن بدأ الحضارم في الدخول في القوات العسكرية أصابهم ما أصاب زملائهم من قبل، لكن لأن الوجع أصبح محسوسا والعزاء مشهودا والشهيد معروف هو وأسرته وأصبحنا نسمع نواح أهله.. شعرنا حينها بمدى الم الفقد وبشاعة الحدث. ما يحدث اليوم يأتي في سياق متصل في استهداف المنطقة الأولى، أما عويل الانفصاليين فليس مرده رحمة ولا شفقة بمن استشهد، لكنهم يريدون لهذه المنطقة الزوال، فهم يرونها حجر عثرة في طريق استقلالهم المنشود. ولا أدل أن من استشهد اليوم من أبناء حضرموت كان يتوشح العلم اليمني! وهذا يدل على أن من استهدفه يستهدف الروح الوطنية لدى الحضارم المؤمنين بالمشروع الوطني الكبير ولليمن الاتحادي. ألا ترون أنهم تخرس ألسنتهم وتصم آذانهم عن قتل عشرات الجنوبيين على أبواب المعسكرات في عدن!! حتى دموع التماسيح لم يكلفوا أنفسهم بذرفها، والسبب واضح وهو أن تلك المناطق قد استحالت الى خراب والمقصود هو وادي حضرموت ليستحيل خراباً كعدن. هذا كل شيء حول المنطقة الأولى، أما الباقي فليس أكثر من مجرد صيد في ماء آسن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد