في مثل هذا اليوم من العام ٢٠١٢، توجه ملايين اليمنيين إلى صناديق الاقتراع يحدوهم الأمل في مستقبل أفضل من العدالة والحرية والتنمية والاستقرار التي كانت ولا تزال أهم أهداف ثورة 11 فبراير السلمية.. وضعوا تلك الآمال في صناديق الاقتراع بحس وطني عالٍ، بعيداً عن أي اعتبارات ضيقة أو مناطقية أو حزبية، لكن لم يدر بخلد هذا الشعب الكريم المتسامح أن تتكالب على حلمه وحقه الأصيل في العيش الكريم قوىً دولية وإقليمية، وخيانات داخلية، وأحقاد دفينة وأطماع وضيعة، حولت هذا الحلم إلى كابوس أضاع دولتهم واستهانت بدمائهم ومعاناتهم وحقوقهم المشروعة. ومع كل ذلك لا زال هذا الشعب العظيم وسيظل- بإذن الله- أقوى من كل المؤامرات والخيانات، وكلنا ثقة أن المولى عز وجل سيمنّ على هذا الشعب بانتصار إرادته في الحياة الكريمة وتجاوز المحنة التي ابتلي بها ليخرج منها- إن شاء الله- أكثر صلابة وأكثر تماسكاً و تصميماً. سيتحقق الحلم بإذن الله ولن يرحم التاريخ الخونة والظلمة والفاسدين والمتآمرين. وفي هذه الذكرى أدعو الجميع لرص الصفوف وتوحيد الجهود لجعل هذه الذكرى طيا لصفحة السبع السنوات العجاف والانطلاق بثقة نحو المستقبل. على الشرعية- بجميع مكوناتها- أن تنهي مرحلة التيه خارج الوطن والعودة إلى أرض الوطن، وأن تلتحم بالشعب وتقف بصدق وصلابة أمام معيقات استعادة الدولة، وتتسامي عن الصغائر والحسابات الضيقة، وأن يتم تفعيل كافة مؤسسات الدولة الشرعية وفي مقدمتها مجلس النواب المنتخب وأن تبسط نفوذها على كافة المناطق المحررة من أيادي الانقلابيين، وحينها لن يكون هدف إنهاء الانقلاب إلا مسألة وقت متى ما صدقت النوايا، ما لم فلن يعدم هذا الشعب- بإذن الله- الوسيلة لإيقاف نزيفه الدامي ومعاناته الكبيرة متجاوزاً الشرعية والتحالف ومؤامرات القوى الدولية وليس ذلك على الله ببعيد.
حميد الأحمر
في ذكرى انتخاب الرئيس 1025