;
محمد أنعم
محمد أنعم

الحديدة.. وكارثة تيتانيك ! 774

2019-02-19 08:05:40

تستحضر ذاكرتك عند زيارتك للساحل الغربي، دائماً الصور الفظيعة لأهوال الحرب العالمية الثانية.. حال الناس.. رجالاً، أطفالا نساء، يفطر القلب.. دمر الحوثة حياة أبناء تهامة بوحشية.. ومن كتبت له النجاة دفع جزءاً من جسده أو عزيزاً من أقاربه.. أهذه تهامة.. لا تصدق عينيك؟! لكن لا تنسى أن الحوثي مر من هنا!! كل شيء أمامك أصبح مجرد أنقاض.. الدمار والحرائق في البر والبحر.. مزارع النخيل المحروقة، توجع القلب، لا تستطيع أن تتحمل المشاهد، فتهرب بنظرك للضفة الأخرى فترى قوارب الصيادين وأكوخ التهاميين تحولت إلى رماد.. وهكذا، تشعر أنك تدور داخل محرقة مرعبة تشبه محارق النازية.. كل شيء في الحديدة دُمّر، ولم يعد للناس من أمل إلا على حراس الجمهورية وأبطال العمالقة والمقاومة التهامية.. يثقون بأنهم لن يتخلوا عنهم.... كم هي (إنسانية) مجلس الأمن قبيحة، وأنت تشاهد اهلك يقتلون بوحشية ليل نهار، بالقصف.. بالتجويع.. بالألغام.. بالمتفجرات بالحرمان من الغذاء والدواء.. وأصحاب ربطات العنق الأنيقة يتحدثون عن الحل السلمي واتفاق السويد، ولا يتحركون لوقف الحوثة عن ممارسة الموت العبثي في الحديدة.. لقد سقط أكثر من 600 شهيد وجريح من المدنيين منذ إعلان وقف إطلاق النار في 18 ديسمبر.. فعن أي سلام وحل سلمي يتحدث هؤلاء ..؟؟ إن الأرقام التي يعلنها التحالف عن خروقات وقف إطلاق النار ومثلهم ما يزعمه الحوثة.. هذه الأرقام تؤكد أن الحرب في الحديدة طاحنة، بينما نجد المبعوث الدولي يضلل مجلس الأمن ويزعم في إحاطاته عن تقدم في اتفاق السويد.. لقد حان الوقت لوقف هذه المهزلة.. فإما سلام وسلام.. أو الحسم العسكري.. ويجب قول الحقيقة للجميع ليعرفوا أن اتفاق السويد وقرارات مجلس الأمن وصلت إلى طريق مسدود، ولم تستطيع حماية رئيس فريق المراقبين الدوليين من التحرك داخل مدينة الحديدة.. فكيف بحال مئات الآلاف من المدنيين المختطفين لدى عصابة الحوثة.؟.. كما لم يستطع المبعوث الدولي- وبعد كل رحلاته المكوكية إلى صنعاء- إقناع الحوثة بالسماح للموظفين الدوليين بالوصول إلى مطاحن البحر الأحمر. وهنا لا نتحدث عن استحقاقات سلام شامل، أو عن دورهم الأممي المفترض أن يقوموا به في حماية المدنيين، وإطلاق سراح المختطفين من أبناء الحديدة والمخفيين في سجون المليشيات المحتلة للمدينة..؟!! صراحة ليس هناك جدية لإيجاد حل سلمي وتنفيذ اتفاق الحديدة، طالما والمبعوث الدولي اهتم بنقل لجنة تنسيق إعادة الانتشار وفريق المراقبين إلى ظهر سفينة (أبو اللو) وترك الحديدة وأهلها يواجهون نفس نهاية الرحلة المأساوية للسفينة تيتانيك.. الاتفاق وجد لإنقاذ حياة المدنيين، لكن السيد جريفيث، يبدو أنه يفكر بنفس عقلية ربان السفينة تيتانيك، يريد يتحرك في مهمته ولا يهتم إن غرق الجميع، فهو لا يكترث بموت أبناء الحديدة، بدليل أنه ما يزال يوهم الجميع أن الشاطئ قريب جداً.. بينما أسلحة الحوثة تحصد أرواح الأبرياء كل ساعة.. كان قبطان السفينة تيتانيك يتباكى ويصر على منح قوارب النجاة فقط للأطفال والنساء وهم (الأضعف) ليواجهوا الموت في وسط المحيط، أما السيد جريفيث، فهو لا يرحم حتى أطفال ونساء الحديدة.. بل إنه يصافح أيادي القتلة، في الوقت الذي يفترض أن يواسي أبناء تهامة الذين يتعرضون لحرب إبادة حقيقية.. إن على المقاومة المشتركة في الحديدة أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية والدينية والتاريخية، وتوقف المهزلة وتعمل على حماية دماء وأرواح أهلنا في الحديدة، فهذه معركتنا وإذا أراد المجتمع الدولي أن يظل في كراسي المشاهدين، فذلك شأنهم.. اليمنيون لم يجتمعوا في الساحل الغربي إلا من أجل تحرير الحديدة وأهلها من عصابة الحوثي، فهذه معركتنا وشعبنا قادر أن يحسمها، بعيدا عن من يريد أن يحوّل اتفاق السويد إلى تيتانيك في الحديدة..!َّ!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد