سعدت كثيراً بالتفاعل مع ما يجري في مديرية كشر، وأدركت أن وعي الناس بما تعانيه مديريتنا من هجمة بربرية شرسة من مليشيا سلكت العنف والعنف وحده سبيلاً لإخضاع اليمنيين والسيطرة عليهم بقوة السلاح. سعدت أكثر أن السياسي المخضرم دكتور ياسين سعيد نعمان يكتب عن قضيتنا، ويشعر بوجعنا... وأنا أقرأ ما كتبه تذكرت عام 2013، حينما تم تكليف فريق من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل بالنزول إلى عاهم (جزء من مديرية كشر) لمعرفة آثار الحرب الظالمة للمليشيا ضد هذه المنطقة، لكن المليشياويين في مؤتمر الحوار عملوا على منع الفريق من الانتقال من حرض إلى عاهم، وبذلوا كل طاقتهم وجودهم كي لا يذهب الفريق إلى هناك بدعوى أن المنطقة فيها حرب!!!! علماً بأن الحرب كانت قد توقفت قبل عام تقريباً من ذلك التاريخ. كان الغرض منعهم من الذهاب للمنطقة كي لا يعرف الناس ما الذي يجري هناك، وعن حجم جرائم المليشيا في المنطقة، وعن النازحين والمشردين، وعن الدمار الذي لحق بسوق عاهم و... و... الخ. تواصلت مع رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل وأمانته العامة، وبعض الأعضاء المؤثرين فيه، وشعرت -حينها- بضعف استيعاب الكثير ممن تحدثت معهم لقضيتنا، وما حصل لأبناء المنطقة من دمار وتنكيل وقتل وتعطيل للحياة هناك، وقد نجحنا في إقناعهم بأن الحرب توقفت، وعلى أعضاء الفريق فقط أن ينتبهوا من أن يسلكوا طرقاً فيها ألغام زرعتها مليشيا الموت، وأن أبناء المنطقة سيساعدونهم في ذلك، لكن ضغط المليشياويين ومسانديهم ممن لم كانوا يعيشون حالة المكايدات السياسية كان ضغطهم أقوى، وتأثيرهم أكبر، لذلك لم يذهب الفريق... ولأن المساندين، وقتها، كانوا قلة فقد عجزنا عن إعادة إقناعهم مرة أخرى. وأتذكر ما حدث قبل ذلك في مقر مؤتمر الحوار؛ حينما ذهبنا لشرح معاناة المنطقة، وتم تعطيل الاستماع إلينا وتأخيره لما يقارب ساعة ونصف تقريبا، ووجدت وقتها تحيزا للمليشيا من قبل قيادات كبيرة كانت مشاركة في مؤتمر الحوار، بل إن بعضهم كان من أبناء محافظة حجة، وكان ينظر إليّ شذر مذر- بالطبع هم ممن أدركوا مؤخرا أن المليشيا كهنوتية ظلامية عنيفة... إلخ- حينما شاهدوني متواجدا هناك لنقل معاناتنا مع بعض الأحرار من أبناء صعدة وسفيان، منهم د. عمر مجلي وفهد طالب الشرفي وفتحي منجد... وغيرهم. أثق أنه بوعي الناس وإدراكهم لطبيعة المليشيا وسلوكها العنيف سوف تتغير الأمور، وسيزول الكابوس والظلم، فمشروع كهذا يحمل مشروع فنائه في ممارساته الظالمة المتجاوزة لكل حدود الإنسانية. ،،، ليعلم القاصي والداني للمرة الألف أن حجور ظُلمت، واعتُدي عليها، وغزتها مليشيا الموت عام 2011 لتركعها، وتقاتل برجالها مناطق أخرى في عموم اليمن... وأن أبناء مديرية كشر دافعوا عن أنفسهم وخسروا رجالا لكنهم لم يخسروا حريتهم وكرامتهم. وفي هذه الظروف حاولت المليشيا دخول المديرية منذ عام ونصف تقريبا، ورفض أبناء المديرية ذلك، ثم عادوا منذ ما يقارب خمسة أشهر يعدون العدة، ويشترون البعض بالمال الذي كان يفترض أن يذهب لمعلمي المديرية كي يقوموا بواجبهم. وصل الأمر إلى ذروته خلال الشهر الحالي الذي حدث فيه ما حدث في العبيسة، تنادينا وما زلنا ننادي الحرب تدمير وخراب وثارات وعذاب، فكفوا شركم عن هذه المديرية، ويا من لكم صوت تتخيلونه مسموعاً لدى المليشيا: انصحوهم بإيقاف الحرب، وسحب معداتهم ومقاتليهم من المديرية، ولا تظنوا أبداً أن الناس سوف تسلم رقابها لمليشيا الكهنوت والجبروت والطغيان. وأن ذلك سيغير معادلة الحرب لاستعادة الدولة، وستكون حربكم الهمجية على كشر منطلقاً لاستعادة الجمهورية اليمنية.
د.علي عرجاش
خلفية: ما هي قضية حجور مديرية كشر؟ 969