;
احمد ناصر حميدان
احمد ناصر حميدان

مخرجات الحوار وعدالة القضية الجنوبية 936

2019-01-30 11:08:34

هناك اسئلة مهمه تحدد مستقبلنا بوضوح، من نحن وكيف نقدم انفسنا للآخر؟ والى اين نسير؟ وكيف نحافظ على عدالة قضيتنا؟ اليوم البعض يقدم نفسه عدواً للتقدم والتطور، عدواً للمستقبل المنشود الدولة الضامنة للحريات والعدالة الاجتماعية، ويسيئ بعدالة القضية التي يدعي أنه يحملها، يغرد خارج سرب الدولة العادلة والضامنة للحريات والمواطنة. يرفض أدوات التنمية السياسية لنظام ديمقراطي حر وعادل ومواطنة وثقافة مدنية، ليعزز أدوات القبيلة والاصطفاف الطائفي والعرقي وكل ما هو نقيض للمدنية والحضارة، وبالتالي لا ترى فيه غير ثقافة تنتج تخلف وعصبية، ولهذا نعيش اليوم نحن مازق الانتقام من كل ما يخص الوحدة الوطنية، مخرجات الحوار الوطني التي ترسم لنا مسار ديمقراطي لدولة مدنية ومواطنة ونظام وقانون ينصف الانسان المقهور، وعدالة توزيع السلطة والثروة، مخرجات الحوار اكثر انصافا للجنوب وانصاف لكل المناطق المقهورة منذ قرون، لم تنصفها لا ثورة سبتمبر ولا أكتوبر، التي تضرر منها بعض الفئات الاجتماعية، واعتلاها البعض الآخر منتقما مستبد، شرد ونفى وسجن وقهر تلك الفئات المحسوبة على الأنظمة التي قامت الثورة ضدها، الثورة بطبيعتها لم تكن يوماً انتقامية، بل هي إصلاحية تغييرية، تؤسس لواقع يخدم مصالح الجميع، وحرية الجميع وحقوق الجميع والعدل والإنصاف للجميع، فيها لا منتصر ولا مهزوم. نحن اليوم في مازق إلى أين يسير بنا هؤلاء؟ وهم يتسلحون بالقوة الغاشمة لفرض أنهم ممثل شرعي ووحيد، ومن يخرج عنهم فقد كفر ويقومون عليه الحد، معتبرين كل التضحيات والدماء التي أريقت، هي دماؤه وتضحياته، ومن أجل مشروعهم، مشروع شعارات رنانة حرية واستقلال، وفي حقيقة الأمر لا هم أحرار ولا يعززون من الحرية، ولا هم مستقلون ولا يعززون من الاستقلال، الحرية هو أن تدافع عن حرية الناس وآرائهم دون أن تفرض رؤاك، وتضع الحواجز والموانع للناس أن تمارسها حقها في التعبير عن اختياراتها وقناعاتها، لتفرض ما تريده بالفوضى والبلطجة واستخدام بعض الجهلة والمتخلفين بالعصبية وهم قلة لا يمثلون وطناً بل عقلية وعصبية. المهزوم نفسيا يظل مرعوب من تكرر هزيمته، غير واثق بانتصاره، غير واثق انه تحرر وانه اليوم مستقل الإرادة، فيظل يعيش وهم العودة لبيت الطاعة، وهذا ما يردده البعض في كل جديد لدولة ضامنة للمواطنة انها ستعيده لبيت الطاعة أينما كان، لأنه يعتقد الحرية أن يكون هو حاكما نافذ متسلط وغيره خانع مستسلم مهان، وهذا هو الانتقام بكل تجلياته القذرة، ظلم وتعسف وقهر الآخر. منظر مخزٍ لثلة تتهجم على لوحات ترويج لمخرجات الحوار الوطني، وتمزقها وتعبث بها بعد انتهاء ندوة حكومية حول المخرجات، التي لا تمثل طرف بعينه، ولا تمثل شخص بعينه، هي تحمل في داخلها مشروع دولة وقيم ومبادئ، وأدبيات هذه الدولة، تعزز المواطنة والحريات والعدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للسلطة والثروة، مخرجات تقدم الفرصة المثلى لحكم ذاتي للجنوب بشكل سلسل وآمن، حكم الممثل الشرعي فيه هو شعب الجنوب، بعيداً عن العصبيات والزعامات والبيع والشراء في قضية الجنوب العادلة، المخرجات تمثل تلك العدالة، بينما تصرفات الثلة لا علاقة لها بعادلة القضية، هي تصرفات غريبه ودخيله على الجنوب كثقافة ومبدأ، تجد دعمها من العصبية والتخلف. هل يدرك هو إلى أين يجروننا في سلوكياتهم وتهورهم، ثأره نحن مع الشرعية، ومع مشروع استعادة الدولة ثم تقرير المصير، وثارة نفسيتهم المهزومة تراكميا افقدتهم الثقة والحجة فيلجؤون للفوضى والبلطجة، وتشويه القضية والخروج عن عدالتها، الجنوب حر لن يعد يقبل والوصاية والخنوع والاستسلام للعصبية والتخلف، ولن يستطيع كان من كان ان يعيده لبيت الطاعة، الشعب وحده من يقرر مصيره بصندوق انتخاب، لا بحشد الرعاع وتصفيق النفاق، استلاب الهوية والإرادة، وتسليمه للأطماع. الغبي من يراهن على القوة والعنف، لو كانا فيهما خيرا لما سقط الطغاة والمستبدين على ايدي الجياع والمقهورين وبصدور عارية، فاتعظوا يا أولي الألباب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد