فجر الثامن والعشرين من يناير 2018 اختطف مسلحون يتبعون إدارة أمن عدن الشخصية التربوية والاجتماعية زكريا قاسم من أمام منزله في مديرية المعلا في مشهد بات هو السمة الأبرز لمدينة عدن بعد التحرير. أبلغت الأسرة حينها من قبل إدارة أمن عدن أنه إجراء روتيني وسيتم الإفراج عنه بعد انتهاء التحقيق معه، وهو ما ألجأها إلى عدم التعاطي إعلاميا حتى يتم الإفساح للجهود الشخصية والعلاقات للإفراج عن زكريا وهو مالم يحدث. ظل مصير زكريا طيلة عام رهينة للتكهنات و التفسيرات المختلفة دون أي رد رسمي يتم التعامل به في أي قضية من هذا النوع، وتعنت بالغ في إذلال أسرته الكريمة المفجوعة بخطف ولدها بعد عدة وقفات احتجاجية لم تلق السلطات المعنية أي بال. زكريا من أسرة عدنية تربوية مدنية مسالمة لا تعرف غلق الطرقات الرئيسية ولا إضرام النار في الاطارات ولا تجيد غيرها من فنون البلطجة السائدة لإخراج ابنها والكشف عن مصيره، لكنها تمتلك ماهو أقوى من ذلك وهو الحق في حرية ولدها والكشف عن مصيره حقا أصيلا كفلته كل الشرائع السماوية و الأرضية. هل أضحى أبناء هذه المدينة ضحايا للتعسف والإذلال والإمعان في ظلم روادها الأماجد دون حسيب او رقيب من احد. هل كتب على هذه المدينة الباسلة أن يعتقل أبناؤها المخلصون بينما يسيح القتلة والنهاية ليل نهار ويمارسون عمالهم القذرة بكل اريحية وأمان؟ هل صرنا نحن معشر أهالي هذه المدينة نتقبل الذل والإهانة على أبنائنا ونمارس الصمت المريع المهين ونتوارى خلف ستار الخوف والجبن و الحسابات السياسية القذرة حتى اختفت بسببها كلمة الحق والتضامن ضد أي ممارسة خاطئة. ماذا فعل زكريا حتى يُخفى عاماً كاملاً دون أن يُكشف مصيره، هل كل مصيبته أن لأسرته متمسكة بالنظام والقانون سبيلاً وحيداً لإطلاقه، أم أنه من أبناء عدن المدينة، حيث لا قبيلة ولا مليشيا مسلحة تدعمه وتتكلم باسمه! قضية زكريا و مصيره وغيره من المخفيين هي قضية كل غيور محب لهذه المدينة .. جميعنا شاهدنا مناشدة الأم المكلومة الممهورة بدموع الفجيعة على ولدها والتي تختزل مطالب جميع أمهات المخفيين وحالة أسرهم وذوييهم.. أيها السادة أعيرونا أسماعكم فقد بحت أصواتنا بحثاً عن مصير زكريا! أنفذوا القانون لا غير وأحيلو ملفه للنيابة العامة و القضاء..! هل وصل بنا الحال أن لا نعير نحيب الأمهات والأطفال المفجوعات أي اهتمام! ولا تتحرك بنا نخوة أو ذرة من رجولة او مسؤولية! لوجه الله اطلقوا زكريا فالحق لا يتقادم.. والديان لا يموت .. والتاريخ لا يرحم..
خالد الشودري
زكريا وجع عدن 910