أعجبني ما علقه مراسل الحدث في الأردن عند تعليقه على انتهاء المحادثات بملف الأسرى، حيث ابتداء قوله هنا تفتح أبوابا واخرى تغلق أمام الأسرى اليمنين، عقب التقاء وفد الحكومة مع وفد الانقلابين بخصوص ملف الأسرى في العاصمة الأردنية عمّان.. عندما تابع وشرح وعمل مقابلات مع عدد من أطرف الشرعية.. لكنه خلص إلى جملة في غاية الأهمية والخطورة وهو أن هناك اتفاق قد تم على اتباع إجراءات فنية ضمن جداول مزمنة مداها اسبوعين يأتي بعدها الطرفين بملاحظاتهم وافاداتهم النهائية على القوائم المقدمة من الطرفين للأسرى كقائمة نهائية بحسب الكشوفات المتبادلة والتي تتجاوز الـ (15) ألف أسير يمني.. وصف المراسل هذه الخطوة بخطوة في الهواء.. أي كمن يخطو في الهواء فلا شك انه سيقع على رأسه وبطنه والنتيجة ايذائه وإيذاء من يقع عليه. ولقد كان موفقا جدا في هذا التعبير فمسألة الأسرى هي مسألة حساسة فمن يقوم باستخدامها كورقة سياسية لا انسانية ودون التنفيذ الفوري للاتفاق على الواقع فإنه يقوم بإحداث الأذى المتعمد للأسرى وأسرهم ؛ وكذلك يؤذي جميع المتابعين والمهتمين ونشطاء حقوق الإنسان؛ فكما سمعنا في الأمس عندما صرّح الشيخ هادي الهيج رئيس الفريق المكلف من الحكومة الشرعية لملف الأسرى أن الحوثيين قد أتت ردودهم مخيبة للآمال ومحبطة عند انكارهم عن وجود ٢٣٢ اسيرا معروفين بثبوت اعتقالهم من قبل الحوثة من بينهم ناصر رجب ومحمد قحطان؛ فهم بهذا الإدلاء قد أحدثوا اذاً كبيراً لكل المجتمع اليمني وعليهم أن لا يلعبوا بعواطف الناس وعلى الجميع الذين بأيديهم ملف الأسرى، الإفصاح بكل أمانة وصدق ونزاهة فموضوع المعتقلين علاوة على ما عانوه من تعذيب نفسي وجسمي في السجون؛ فهو لا يزال يحدث اذاً كبيراً لأسر هم بصفة خاصة، وللمجتمع بصفة العموم..!
د. علي العسلي
تبادل الأسرى خطوة في الهواء..! 961