الكل يتغزل بالدولة، ويدعوها لتحضر، وأول ما تبرز صورة للدولة بشخصيتها الاعتبارية كمؤسسات أو قرارات أو حتى هيئات، يبدأ أعداؤها الشعور بالخطر، خطر انهيار مشاريعهم الوهمية، ونسمع دائما عن الاستفزاز، الذي يكرره البعض في أي فعالية أو مهرجان أو حتى تظاهرة تستدعي الدولة، الدولة التي نفتقدها اليوم، وتركت الفراغ لمليشيا وعصابات تعبث بواقعنا، تلبس رداء الدولة زور وبهتان، تبسط وتنهب وتقتل وتغتصب، وتداهم وتعتقل دون أمر قضائي، وتغيب النظام والقانون، والقضاء، تظهر لنا بصورة بشعة تدعي أنها تحارب الإرهاب، إرهاب الناس وكل من يعارض ممارساتهم القذرة، سلوك يمكن أن نصفه بأي شيء إلا أن يكون سلوك دولة. أين هذه الدولة، ونحن نرى جماعات تجذبها أجندات خارجية، لا نرى غير أدوات تنفذ أجندات وتظهر في قنوات لتحدثنا عن القبض على خلايا إرهابية، كميات ضخمة من السلاح، وكغيرها من التصريحات التي استمعنا لها قبل سنوات وملات الدنيا ضجيج وشطح للمسئولين، واكتشفنا أن ذلك لا علاقة له بالدولة التي ننشد، حينما تلاشى كسراب، لم يرو عطشنا بالدولة، ولازالت أسر ضحاياها تنادي بالإنصاف ومنهم الشهيد جعفر محمد سعد، والسبب أن الدولة غائبة، وأنهم مجرد جماعات تنفذ سياسات وأجندات منتج خارجي، مدفوع الثمن. الدولة التي لا تستطيع أن توقف باسط أرض، وباني عشوائي، وعسكري بليد يستخدم منصبه للنهب والسطو، وأطقم الأمن لتنفيذ مداهمات لحقوق الناس وانتهاك حريتهم وكرامتهم، دون مصوغ قانوني بأمر الدولة، هذه عصابة، عصابة ترى كيانها دولة خاصة بها تنفذ نزعاتها. الدولة مؤسسة ونظام وقانون ودستور، يحترم حقوق الناس ويصون كرامتهم، منصف وعادل، الدولة لا يموت في سجونها المواطنين من التعذيب، وإن حصل تحدث هزة في كيانها يقدم المسئولين عن الجرائم للمحاكمة، اليوم يموت الناس في السجون ويدفنون في العراء، عن أي دولة نتحدث، منصات التواصل الاجتماعي تكشف الكثير اخرها وفاة الأستاذ التربوي القدير/ زكريا أحمد قاسم، دون أن تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه في محاكمة عادلة، جريمة بشعة ببشاعة أصحابها، جريمة من جرائم عديدة غير معلن عنها، نطالب الرئيس والحكومة التحقيق في هذه الجرائم وتقديم المجرمين للعدالة أو يتحملونها، إن غدًا لناظره قريب. السلاح متاح للأفراد والجماعات، للقبائل القادمة من الطوق تدخل عدن بأطقمها الخاصة، تلعلع بنادقهم في المناسبات الأفراح والأحزان إذا اتفقوا نهبوا وسطوا وإذا اختلفوا عكرو صفو المدينة وقتلوا ودمروا، ثرنا من طاهش الحوبان، لنقع في تتار هذا الزمان، من يوقفهم ويعترض طريقهم، وفي مكان آخر سيناريو يقنع الناس أن هناك دولة واستخبارات، ولازال الضحايا دون إنصاف. الدولة هي الحكم بيننا، نخاطبها ونشكو لها أمرنا، القانون والنظام بيننا هو الحكم ينصفنا، أو يديننا، دولة بشخصيتها الاعتبارية مؤسسات، قرارات، هيئات، لا أفراد ولا جماعات، لا تجذبها أجندات، دولة تخاطبنا من قنواتها ومؤسساتها الإعلامية، دولة ذات سيادة وإرادة وطنية، دون ذلك عبث لا له أول ولا آخر، لن ينتهي هذا دون حضور الدولة التي ننشد. ملاحظة الأقلام المأجورة لا تعيش واقع الناس البسطاء، تحتاج ما يحتاجون، وتعاني ما يعانون، الأقلام المأجورة تعيش في برج عالٍ ونعيم المال الحرام، وتقتات من فتات ولائمكم، وما يتركه لكم أسيادكم، يركبون السيارات الفارهة ويسكنون شقق المنهوبة، هم جزء من هذا العبث والرداءة، والنصب والاحتيال
أحمد ناصر حميدان
دولة أم عصابة 1301