تحدثت في المقال السابق على العديد من المعطيات التي تبعث على التفاؤل للعبور إلى شاطئ الآمن والأمان..!؛ ولكن من هو قائد هذا العبور يا ترى..؟؛ ومن هو صاحب الاستراتيجية لهذا العبور..؟؛..دعونا نحاول أن نفتش عنه نراه، كي نقف معه، فهو المخلص وليس أحدا غيره..! في اعتقادي أن الأخ الرئيس/ عبد ربه منصور لا يزال هو الذي تتوفر لديه الإرادة والقدرة والاستعداد على قيادة الرب إلى بر الأمان..هو قائد سفينة النجاة إلى الشاطئ الآمن.. مهما كابر وعاند البعض على غير ذلك، فعدم وجوده يعني ترك الساحة لأصحاب المشاريع الصغيرة التدميرية، التمزيقية، السلالية والانفصالية، وبالتالي ستتحول ساحتنا الوطنية لتجارب شتى، هي أشد وطأة وقسوة مما نعيش.. سنخضع لكل التجارب السيئة والأسوأ في العالم، فلماذا والحالة هذه ألا نكون حكماء وأصحاب رشد..؟؛ ونوفر دماءنا وما تبقى من نُبلنا وأخلاقنا وشهامتنا؛ ونواصل المشوار مع قائد العبور الذي منحه الشعب اليمني أصواته لنقل البلد إلى العملية السلمية الديمقراطية من أجل حلب الآمن والأمان والاستقرار وقد بدأ مشواره بخطوات ملموسة كان قاب قوسين أو أدنى أن يقدم مسودة الدستور إلى الشعب للاستفتاء عليها،ووفقاً لذلك.. فلماذا لا نصطف معه لإنجاز ما تعهد به للشعب اليمني وندعم استراتيجياته، فلديه القدرة والمهارة ن يتعامل مع الأحداث ليوظفها بالنهاية لصالح الشعب اليمني إن نحن ساعدناه في ذلك ووقفنا معه.. فنقول له: سِرْ بنا بنفس الحسم والحزم الذي نراه هذه الأيام وأنت تصول وتجول في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار وعودة الشرعية.. سِرْ بنا.. يا قائد عبور اليمن للشاطئ الآمن.. يمن الأمن والاستقرار والتنمية بدولة اتحادية تعايشيه..!؛ سر بنا نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد الذي يتعايش مع جميع ابنائه، ومع الجيران،بل ويسهم في الحفاظ على مكتسباتهم وأمنهم، فأمنهم هو أمن لكل اليمنين..؛ وبِحق.. فإن فخامة الرئيس يستحق لقب قائد العبور، كونه لا يدّخر أي جهد من أجل الوصول إلى يمن السلام والمحبة والتعايش والتنمية.. وسيصل- بعون الله وتوفيقه- ويحقق جميع أمانيه باليمن الجديد الديمقراطي الاتحادي بأقاليم بمؤازرة وبدعم من الشعب اليمني التواق ليوم الخلاص من الكابوس الذي يعيش..!؛ فإلى قائد العبور اليماني أبرق له بألف تحية وألف ألف تقدير على جهوده التي تبذل في سبيل رفعة اليمن بحيث تبقى رايته عالية خفاقة، ووحدته شامخة وباقية، وسيادته مصانة، ومساهمته في محيطه فعالة، برغم أنف الصغار متبادل الأدوار لمشاريع وأجندات خارجية، ليس ذلك فحسب، بل وأبارك له على نجاحه المتميز من خلال اتباعه لاستراتيجية هي حصيلة لاستراتيجيات متداخلة، والتي فيها من التشابك والتداخل والتعقيد ما يشيب له رأس الشباب.. فرئيسنا يتعامل مع ملفات.. الجغرافيا هي يمنية، وكذلك الضحايا هم يمنيون، في محاولة لإفادة آخرين خارج أسوار البيت اليمني.. فعلا في اليمن شراذم ووكلاء لأولئك الذين هم بالأصل إقليميون أو دوليون.. نعم! ملفات إقليمية ودولية قدرنا أنها بسبب الأقزام اليمنية صارت اليمن ساحة للعب بالأرض والدم اليمني..!؛ لكن رئيسنا من بين كل هذه التناقضات والصراعات يتمكن من تسجيل نقاط لصالح اليمن الجديد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فيوظف ما يمكن توظيفه بالاستفادة مما قد تحقق من اتفاقيات وقرارات دولية وتعهدات بشان اليمن، ويبني عليها ويتمسك في حدها الأدنى باحترام تلك القرارات والتعهدات والاتفاقات والمواثيق الدولية، وتقويمه المستمر لسيل الانحرافات ومحاولاته باستمرار ارجاع البوصلة كلما تم حرفها إلى مسارها الصحيح. وعلى الرغم من التشويهات والتأويلات والتعقيدات والتداخُلاَت التي لا حصر لها في المصالح والاطماع واستقطاب الدول، خصوصا الكبرى منها فيما يتعلق بالشأن اليمني، لكنه يحاول أن ينجح، وبتنا نرى نجاحه كفلق الصبح الذي يمحو ذلك الكم الهائل من المشكلات والتحديات، ومن الظلام والظلاميين، فيزيلهم ببطء شديد لكن بنور بهيج وثابت كما هو انجلاء الصباح الذي يمحو الليل طوال النهار، فالرئيس يعمل بدقة متناهية حتى يستطيع التميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فيتخذ القرار الذي لا يعيد الخيط الأسود إلى الانتشار وشيوع الظلام، بل يعمل باستمرار على تحويل الخيط الأبيض الذي اتخذ فيه قراره حتى يصبح نوراً واضحاً يعم اليمن كله الأرض والإنسان.. ما أعظمها! من استراتيجية وما أنفعها على المدى المتوسط والطويل لليمنيين، واثق الخطوة يمشي راسخا شامخا معتمدا على شعبه من بعده، مهما هرّج المهرجون وهرول من هرول، وتسلق كل انتهازي فالخيط الأبيض واضح لا لبس فيه.. وجميعنا منتظرون ذلك النور الآتي بعد ليل مظلم وحالك السواد،فهو أملنا وخيطنا الذي سيعم أرجاء اليمن بفضل الله، وسيستفيد منه حتى الطفل الذي لم يُولد بعد، سيرى بحول الله جميع اليمنيين يمنا جديدا منقطعا من الماضي المأساوي الثأري الانتقامي التجهيلي، وسيكون متصلا ومجسدا للإرث التاريخي اليمني الأصيل والذي يعلمه القاصي والداني.. لقد قال قائد عبورنا إلى شاطئ الدولة والأمان والاستقرار لمستشاريه وأركان حكمه ليلة أول من أمس "لابد من متابعة مستوى التنفيذ للجان الإشرافية والميدانية التي قد شكلت لغاية محددة ومزمنة، والهادفة إلى إيجاد الإدارة الكفؤة والفاعلة لاتفاق ستوكهولم انطلاقاً من مسؤوليات الحكومة الشرعية، ووفقاً للدستور والمرجعيات الثلاث عن استلام وإدارة وأمن المحافظات من المليشيات الانقلابية والتي تبدأ بتنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة؛ وما يليها من اتفاقات..". بهذا الوضوح وبهذه الثقة قال الأخ الرئيس في ذلك الاجتماع الاستثنائي ، وهو فعلاً استثنائي..؛ لأننا نعيش في الزمن الاستثنائي، وفي الظرف الاستثنائي.. ولدينا رئيس استثنائي؛ ويوم أمس أدرك الرئيس أثناء مقابلته للمبعوث الدولي أن الحوثة لا يريدون تنفيذ اتفاق ستوكهولم. ونظراً لأن الرئيس باستراتيجيته يرى مفتاح عودة الشرعية والسلطة جميعها بعودة الحديدة أولاً، من أجل ذلك ولكي يفوت الفرصة على الحوثة لأية استفادة..وافق الأخ الرئيس على التمديد لتنفيذ اتفاق ستوكهولم بشرط أن يزمن من جديد وأعتقد طلب الإشارة في إحاطة جريفيث اليوم للحوثيين من أنهم معرقلون، وأظنه سيفعل ذلك كي ينجح.,!. لا شك أن الرئيس قد حوّل الانظار إليه وكل العالم ينتظر ماذا يقول، والعالم يزداد احتراما له كونه رجل دولة لا قائد عصابات، ورؤية الرئيس أن مفتاح النصر ومفتاح الأمن لشواطئ اليمن وبره وجباله وجوه يبدأ من الحديدة.. ولذلك فهو يدير هذا الملف باستراتيجية عالية الدقة والمهارة والمزودة بتوظيف هذا الموقع الاستراتيجي بما يحمل من حساسية داخلية وخارجية إن على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي؛ وبالتالي أظن أنه في نهاية المطاف سيتمكن من الحصول على مكاسب ليست بالهينة، خصوصا بعد إمساكه بالخيوط التي ترشد إلى نهاية سعيدة لليمن السعيد، والتي قد تُغير الوضع اليمني وتنهي كل المليشيات ومن يدعم تواجدها على الارض، واستراتيجية الرئيس ببساطة اعتمدت على التعاطي الايجابي مع كل ما يطرح من قبل الدول والمنظمات الدولية ومن المبعوث ومن مجلس الآمن فيما يخص السلام واتفاقيات السلام _ على الرغم من التحفظات الكبيرة على هذه الاستراتيجية،حيث يبدو ظاهرها وكأنه انتقاص أو استسلام أو حتى تواطؤ، وأنا واحد من هؤلاء..؛ فلقد كتبت ونقدت الحكومة الشرعية على ذلك، لكن واقع الحال الآن بعد توقيع اتفاقية السويد يقول غير ذلك..!؛ فها هي ثمار إستراتيجية الرئيس يمكن قطفها اذا ما استمرت أداء سلطات الشرعية بنفس الإستراتيجية وبنفس الأسلوب وما تلكم المعطيات التي سردتها في المقال السابق إلا من ثمار استراتيجية الرئيس ؛ وهي قابلة بأن تعزز بأشياء إضافية وتزود بأدوات داعمة، ومن خلال آليات واضحة مرنة ومزمنة، بحيث تتغير وفقا للمعطى على الأرض ولطبيعة مواقف الدول والمنظمات الدولية، بحيث يتفاعل مديرو هذه الاستراتيجية مع كل جديد وبحيث تنتزع انتصارات جديدة بالتوصيف والتفسير وإصلاح ما اعوج إن في المفاهيم أو بالتفسير أو التأويل، وإن استعصى يتم التحرك على الأرض لجعلها تكتسب ما تصبو إليه الشرعية كأمر واقع، وإذا تطلب الأمر الاستباق بحيث يتم التعامل معها كأمر واقع فليكن لأن استراتيجية الآخر هي كذلك ومن غير حق، بمعنى أن الاستراتيجية لابد لها أن تعتمد على ركيزتين أساسيتين التفاوض السياسي المعزز بالتحرك العسكري النوعي والفاعل مع القيام بتزويد المواطنين احتياجاتهم من الدواء الغذاء والخدمات وتحريرهم بالحركة والتنقل دون عوائق.. فهذه في الحقيقة تدعم المشروعية الاخلاقية للشرعية وللتحالف وللإنسانية جمعاء، فتقدم الشرعية نفسها كنموذج على الأرض، إنسانية فعلا، وليس نظريا فقط!.. أقول للرئيس ولطاقمه المستقبل بكم سيكون واعداً، وحافلاً بالمنجزات والاستقرار والتعايش.. سلام عليكم، فمعركة الحق تحتاج إلى صبر وتحمُّل..علينا إمدادكم بالدعاء وعليكم بأخذ الحيطة والحذر وتجميع القوى وتوحيدها في اصطفاف وطني واسع من أجل معركة الانتصار الحاسم..! أختم فأقول أيحق لليمنيين أن يصفوا رئيسهم الشرعي بقائد العبور لشاطئ اليمن.. وما بعد الحديدة..؟! بلى.. يحق لهم ذلك وأكثر لأنهم يملكون رئيس كالرئيس هادي، هادئ ومتزن وتصرفاته كالبنيان.
د. علي العسلي
استراتيجية قائد العبور إلى الحديدة وما بعدها..! 983