قضية الألغام ملف شائك ومأساة متجدده .. ويجمع الكل على خطورة الوضع إذا لم يتم تطهير المناطق المشبوهة وتوقع حصول مآسي في أي لحظة.. وكما يعرف الجميع بأن محافظة مأرب وخاصة مديرياتها الغربية تعرضت لزراعة عشرات آلاف الألغام والعبوات ومخلفات الحرب المتفجرة وتسببت في وفاة العشرات وجرح واعاقة المئات جلهم من المدنيين (نساء _ أطفال _ رعاة_ حيوانات....إلخ).. في ظل ذلك تم إطلاق مشروع مسام بالشراكة مع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام بتكلفة اوليه 40 مليون دولار. وبرغم أهيمة المشروع إلا أن الكثير يرى بأن العمل عشوائي ومستعجل، ويهمهم أرقام فقط بعيداً عن تصفية وتطهير الأرض وضمانها. وتسليمها للسلطات المحلية في المديريات والمحافظات. ومؤخراً خلال الثلاثة الأسابيع الماضية تم سحب حوالي 5 فرق من محافظة مأرب وتحويلها لمناطق أخرى في الجوف واليتمه...إلخ. قبل أن يتم تسليم المواقع والحقول التي اشتغلوها للسلطة المحلية. وقبل أيضاً استكمال تصفية المواقع المشبوهة في إطار مديريات صرواح ومدغل ومجزر....إلخ. برغم أهمية ذلك. الإمكانات كبيرة جداً. وهي في الأساس لتطهير الأرض من الألغام وليست النفقات الباهظة للشركات الأجنبية. والتقارير الإعلامية المبالغ فيها. المنحة السعودية الضخمة تعتبر فرصة كبيرة لليمن بشكل عام ولمارب بشكل خاص ليتم تطهيرها تماماً من الألغام. ويجب ألا يتم التفريط بهذه الفرصة. ويجب أيضاً أن تتدخل السلطة المحلية وتضبط مسار العمل والإنفاق. لأن المشروع محسوب أنه نفذ في مأرب والمحافظات المجاورة (الجوف _ شبوة )والحقيقة أنه تنفيذ جزئي وغير مكتمل. نأمل سرعة التجاوب من البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام بضبط آلية ومعايير العمل وتصفية الحقول والمناطق المشبوهة بشكل تام وتسليمها بخرائطها ليتمكن المواطنون من ممارسة حياتهم الطبيعية في أرضهم. مديرية صرواح حصدت الرقم القياسي في سقوط الضحايا المدنيين وكميات الألغام المزروعة. وصرواح تعتبر مسرح العمليات العسكرية الأعنف طوال ست سنوات منذ 2014 للآن. والميليشيات فخخت كل مكان في المديرية الطرقات والشعاب والجبال والبيوت والمزارع. واغلب المناطق المشبوهة المحرره تتركز في مناطق الجفينة والطلعة الحمراء وخط البيب وايدات الراء والعطيف ونخلا والسحيل والمخدرة والضيق والزور والروضة والصوابين والسد وكوفل...إلخ ويؤسفنا أنه مر عمل الفرق الهندسية في هذه المناطق مرور الكرام ولم تستلم السلطة المحلية أي موقع. ضحايا الألغام ومخلفات الحرب المتفجرة في صرواح بلغت أرقام قياسية أكثر من غيرها من مناطق اليمن. عشرات الشهداء والمعاقين. أغلبهم مدنيين ونساء وأطفال.
أحمد صالح ربيع
صرواح.. حصاد مر 950