عندما ننظر في واقعنا السياسي المعاصر نجد كل الزعامات العربية جبارة وظالمة وقاهرة لشعوبها إذ أنها تسلطت على البلاد والعباد، وحكموها بالحديد والنار، فدانت لهم الأرض بما رحبت، وانحنت لهم الرقاب، فاستتبت لهم الأمور. استسلم لهم الجميع خوفا من قوتهم وبطشهم، لا لأنهم ساسوهم بالعدل والإحسان. عفاش حكم اليمن بالحديد والنار، فقتل من نافسه على الزعامة، وصفّى من عارضه، وأغرى من ارتاب فيه وداس على رأسه بالفتات من أموال الدولة، وسجن من لم يسجد له. الحوثي استولى على اليمن بسلاح الإجرام وقوة البطش، ولم يأبه لأحد. السيسي قاد انقلابا ظالما جائرا، وسفك الدماء، وأشعل المحارق، وداس على كرامة الشعب المصري، وهو القائل: اللي ح يقرب منها لأمسحه من على وش الأرض. بن سلمان في بلاد الحرمين أبو منشار لم يسلم بطشه عالم ولا داعية ولا مفكر ولا مصلح. وكذلك من سبقهم من الطواغيت الذين لا يزالون أحياء أو من قد طوتهم التربة. كلهم استخدموا القوة في تثبيت السلطة لأنفسهم، شاء من شاء وأبى من أبى. هؤلاء الطواغيت استخدموا السلطات ومقدرات الدولة لإهانة الشعوب وتدمير الدول، وليس لبناء الأوطان ورفع مستوى الشعوب اقتصاديا وعلميا ونهضة. أفلا يكون من هدفه بناء دولة وإقامة أمة وحفظ حقوق وتثبيت شرعية أقوى شكيمة من كل أولئك الظلمة المجرمين وأصلب عودا وأشد مأخذاً للأمور؟؟ أفلا يرفع أهل الحق سيف الحق في وجه الباطل وأعوان الباطل؟!! "أنا ابن الكلية العسكرية وخبير السياسة المخضرم متى ألبس الميري وأمسك قلمي تعرفونني!". صوت جهوري حاسم ومزلزل أنتظره من فخامة سيادة رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة/ عبد ربه منصور هادي، ثم يتبع قوله بفعله فيبدأ بقطاف رؤوس لا تعقل، وعقول لا تفهم، وأفهام لا تعي. الدلع الزائد لا ينتج رجالاً بل أشباه رجال، ولا يصنع أبطالا وإنما لصوص وحرامية ومتسلقين ومنتفعين وخونة وعملاء. شعبنا شبع من كل من حولك يا سيادة الرئيس، صغيرهم وكبيرهم (إلا من رحم ربي، وقليل ما هم). المواطن اليمني مسح يديه من كل الذين ينتمون للشرعية، حيث أن الذين هم حولك جعلوا من الشرعية الوطنية شرعية للسرقة والابتزاز والثراء. إشتحط يا قائدنا حفظك الله وقواك! الحجاج رضي الله عنه وغفر له بجبروته العادل وقوته الهادفة وسطوته المهيبة عزز دعائم دولة الإسلام، ورفع هامة المسلمين، لأنه عرف الداء فأحضر الدواء: فخاطب أهل الكوفة فقال: (إني أرى أبصارا طامحة، وأعناقا متطاولة، وإني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإني والله لصاحبها. كأني أنظر الآن إلى الدماء تترقرق بين العمائم واللحى). وخاطب أهل البصرة فقال: (أيها الناس! من أعياه داؤه فعندي دواؤه، ومن استطال أجله فعلي أن أعجله، ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله، ومن طال ماضي عمره قصرت عليه باقيه. إن للشيطان طيفا، وإن للسلطان سيفا. فمن سقمت سريرته صحت عقوبته، ومن وضعه ذنبه رفعه صلبه، ومن لم تسعه العافية لم تضق عنه التهلكة، ومن سبقته بادرة فمه سبقه بدنه بسفك دمه. إني أنذر ثم لا أنِظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو! إنما أفسدكم ضعف ولائكم، أما أنا فإن الحسم والعزم قد سلباني سوطي، وأبدلاني به سيفي، فمقبضه في يدي، ونجاده في عنقي، وحده في عنق من عصاني. وإني والله! لا آمر أحدكم أن يخرج من باب المسجد هذا وخرج من الباب الذي يليه لضربت عنقه!) أظن أن الشقاق والنفاق ومفاسد الأخلاق لم تعد مقتصرة على ما قصده الحجاج رحمه الله في شعب العراق، بل تعداه الأمر إلى سائر شعوب العرب، وأهل اليمن واحد منها. وإلا فما هذه الفوضى من رعاع الوطن، جاسوا فسادا خلال الديار. في تشبهك بالحجاج سيادة الرئيس صلاح للبلاد والعباد! في تشبهك بالحجاج يا سيادة الرئيس مفخرة ومغنم وانتصار لليمن! وما يصلح اليمن إلا ما صلح به حال العراق بالحجاج. فكن حجاجا سيادة الرئيس لتنقل الوطن إلى عهده الجديد!
أ. محمد الدبعي
كن الحجاج يا هادي.. لأجل بلادي! 1888