يقول ألبرت أينشتاين "الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة" وهذا تماماً ما تصنعه عصابات الحوثي الكهنوتية في الساحل الغربي، حيث تتذاكى بأنها سلمت الموانئ للأمم المتحدة "المحايدة" والجميع يعلم أن هذه العصابات الغبية التي قدمت من أعالي جبال اليمن إنما تسلم الموانئ لأسيادها "المستعمرين الجُدد"، الساعين للهيمنة على ثروات العالم وممرات التجارة العالمية والمتخفون خلف قناع الأمم المتحدة! تتدخل هذه الدول الاستعمارية في حل الأزمة الإنسانية "حد تعبيرها" في اليمن، مستغلة غباء الكهنة وتتسلل من خلال التسويات الدولية بطرقٍ شرعنتها لهم الأمم المتحدة بقراراتٍ أساغتها هي بأيديها ووفقاً لهواها، ثم عرضتها للموافقة الأممية بعد الضغوط الشديدة على الحكومة الشرعية وممثلي الميليشيات. واختارت هذه الدول حتى المنفذين والمشرفين على تنفيذ تلك القرارات في موانئ سواحل الغرب اليمني. فعادت هذه القوى الاستعمارية للسيطرة على موانئ اليمن دون أن يطلقوا رصاصة أو يهرقوا قطرة دم واحدة في سبيل تحقيق أهدافهم وبدون الخسائر التي كانوا يدفعونها في عهود الاستعمار القديم. اللعب بالبيضة والحجر من قبل الميليشيات قد ينطلي على بعض اليمنيين أما أصحاب الوجوه الحمر والعيون الزرق فلن تنطلي عليهم إذ حاولوا التنصل في تنفيذ ما ورد في القرارات الأممية، في مؤشراتٍ لا توحي برغبتهم في السلام أو تشير إلى حسن النوايا بقدر ما تبعث الإحساس بالمهزلة وبالاستعداد و التجهيز لمعركة أخرى في الحديدة أو التوجه إلى أماكن أخرى أوسع كي تمحو عَرَق الخجل من وجوه العار وشعارات التغني بحماية السيادة، التي تبين أنها ليست ضد الأجنبي وإنما ضد أبناء اليمن أصحاب الأرض بحرها والبر. وما تحتاجه الميليشيات الانقلابية بعد تلك النكبة هو قسط من الراحة لالتقاط الأنفاس كي تعيد إنتاج مسلسلاتها الفنتازية وتتجه إلى أماكن أخرى إذا ما تم تسليم الحديدة وانسحاب لصوصهم منها في غالب الظن ستكون وجهتهم إلى تعز حيث انتحروا على أسوارها بالأمس، أو محافظة البيضاء العصية عليهم وذلك لإخفاء هزيمتهم النكراء على السواحل. تخلت عن السواحل لبريطانيا ومن معها لتوطيد نفوذها السياسي والاقتصادي، والتي قد تكون وجهتها الأخرى صوب الجزر اليمنية التي تنام على خطوط الملاحة الدولية بحجة تأمين خطوط الملاحة الدولية ومحاربة الإرهاب، مستندين على ما أورده القانون الدولي البحري الذي يعطي خطوط الملاحة الدولية سيادة دولية مشتركة وينزعها من دول الأرخبيل. خلاصة القول أنه لم يعُد هناك اي مجال للتذاكي من قبل صبيان الكهنوت في صنعاء أمام دول أفنت عمرها في الحروب الاستعمارية ولديها خرائط الشعوب الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية وحتى العرقية والمذهبية. هم فقط يتركون الأغبياء يفسدون كل شيء في الشعوب ثم يأتوا كمنقذين ويدخلون أيديهم إلى ما تحت الأرض وفوقها بدون أي كُلفةٍ أو ثمن في نمط استعماري جديد، وهو ما يتم حالياً في اليمن بفضل هذه العصابة الكهونية وشعاراتها ودعواتها اللاهوتية والتميز العرقي الذي جرَّ اليمن إلى هذه الهوة وباتت مسخرة للسامعين في شتى اصقاع الأرض.
د. محمد شداد
الغباء.. وحرب الحمقى 1028